الأهرام
راندا يحيى يوسف
المضادات الحيوية .. لا تقاوم الأمراض !
تزايدت فى الآونة الأخيرة وتيرة تفاقُم مقاومة المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية وتناقص فاعليتها وكفاءتها ، على نحو ينذر بالخطر فى شتى ربوع العالم بما فى ذلك إقليم شرق المتوسط ، وذلك جراء تناولها بشكل عشوائى أو بطريقة خاطئة ، الأمر الذى يتسبب فى دحض القدرة الطبية على معالجة الأمراض المعدية وبصفة خاصة الشائعة منها ، كما ينذر بنمو أنواع جديدة من البكتريا المتحوّلة التى قد تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء ،وبالتبعية يكون علاج الأمراض المعدية الناجمة عنها أصعب من علاج الأمراض الناتجة عن أنواع البكتيريا الغير مقاوِمة .
وحول ذلك أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً خلال إحتفالها بالإسبوع العالمى الثانى للتوعية بمخاطر الإستخدام الغير آمن للمضادات الحيوية تحت شعار "المضادات الحيوية التعامل بحرص" حيث جاءت التوصيات تؤكد على ان مقاومة المضادات الحيوية وفقدانها تأثيرها الطبى وفاعليتها فى قتل العدوى البكتيرية ؛ يزيد من حجم التكاليف الطبية ويطيل من فترات الإقامة فى المستشفيات ، كما أنه يزيد من التعرض لخطر الوفاة ، فضلاً عن تهديد ما حققه الطب الحديث من إنجازات ، لاسيما أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية ، والتى يمكن أن تؤدى فيها الإصابات بالأمراض المعدية الشائعة أوحتى الإصابات البسيطة إلى الوفاة ، ولذلك تجدرالمبادرة بالعمل على كافة الأصعدة وتعزيز المسؤولية المشتركة بين أوساط واضعى السياسات والعاملين بالمجال الصحى ودوائر صناعة الرعاية الصحية والأفراد بوجه عام للعمل معاً لكبح جماح مقاومة المضادات الحيوية ، وذلك برفع مستوى الوعى بين عامة الناس ودعوة الأفراد إلى الإقتصار على إستخدام المضادات الحيوية عند وصفها لهم من جانب أحد العاملين المعتمدين بالمجال الصحى ، فضلاً عن الوقاية من الأمراض المعدية بالحرص على غسل اليدين بإنتظام ومراعاة قواعد النظافة فى إعداد الطعام وتجنب مخالطة المرضى وعدم التأخر فى الحصول على التطعيمات ، كما نهيب بوزارة الصحة المصرية بإطلاق حملات توعوية واسعة النطاق للتوعية بخطورة إستخدام المضادات الحيوية من دون وصفة طبية ، خاصة ونحن ضمن حقبة البلدان التى تفتقر إلى وجود مبادئ توجيهية موحّدة للعلاج ، والتى يغلب فيها وصف العاملين الصحيين للمضادات الحيوية مما يُزيد من إستهلاك الجمهور لها .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف