الأهرام
ماهر مقلد
وقفة مع النفس
تعامل البعض مع كارثة عمارة الإسكندرية المائلة بطريقة تبدو غير مألوفة حيث انهالت التعليقات الساخرة من كل حدب وصوب وفتحت المأساة شهية البعض الآخر فى كتابة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى كانت قاسية ولم تضع فى الحسبان مشاعر الأسر المنكوبة التى وجدت نفسها فى لحظة دون مأوى وتواجه المصير الصعب .

طبعا هناك تفهم كامل للمرارة التى يشعر بها هؤلاء المنكوبون وفى الوقت نفسه لم يقصد أحد الإساءة لهم من قريب أو بعيد لكن من هول الصدمة أفرط هؤلاء فى التعليقات .

بين هذه الأسر أطفال ونساء وطلاب وكبار فى السن يحتاجون إلى المساندة المعنوية والمادية خصوصا فى هذا الشهر الفضيل بكل خصوصياته .

وعلى الجهات المختصة معالجة الوضع بالطرق القانونية على جميع الأصعدة فهى مهمة صعبة ومتشعبة وتحمل فى طياتها تبعات متعددة.

وفى حدود المتابعة لم تظهر حملة تتجاوز الموقف بكل تداعياته وتتبنى مساعدة المنكوبين لانتشالهم من هذا المصير القاسى وهو أمر كان ضروريا.

طبيعى جدا أن يبرز الجميع جملة الأخطاء القاتلة التى تسببت فيما حدث من تهاون فى تطبيق القانون وعدم منع التجاوزات من قبل المحليات حتى وصل الأمر إلى هذه النتيجة الكارثية وكل من شاهد الماساة من داخله يشعر بفداحة الكارثة التى كان يمكن أن تكون نهاية مؤلمة ودامية .

قد تكون الإسكندرية عروس البحر المتوسط أكبر محافظات مصر فى نسب المخالفات الهندسية وهى مخالفات قضت تماما على الوجه الحضارى لمناطق وأحياء كانت غاية فى الجمال لكنها الآن باتت عنوانا للعشوائية والمخالفات .

وأسهمت الإدارات المتعاقبة فى تكريس هذا الواقع وخرجت من الخدمة مناطق كانت مقصدا سياحيا فى الصيف.

فى كل مرة تحدث كارثة تتعالى الأصوات وتتحول القضية إلى قضية رأى عام وسرعان ما تغطى عليها قضية أخرى وينسى الجميع ما حدث وهى افة مصرية .

ودون شك من يسجل يوميات الأسر المنكوبة سيتعرف على الحجم الحقيقى للماساة التى تواجههم دون مقدمات

وفى النهاية كل الدعاء بأن يخفف الله عنهم
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف