طارق الأدور
كوليبالي لعبة في يد السماسرة
أخذت قضية اللاعب الايفواري سليماني كوليبالي بعداً أكبر بكثير من المتوقع بعد ما صرح به اللاعب تجاه النادي بعد ارتكابه حماقة الهروب التي لا يقدم عليها سوي لاعب لا يستطيع ان يتخذ القرار المناسب والدليل حالة الندم التي يعيش بها حارس مصر العملاق عصام الحضري حتي يومنا هذا منذ هروبه من النادي الأهلي قبل 9 أعوام كاملة.
أري ان اللاعب الذي يرتكب حماقة الهروب خلال ساعات دون أي سبب مقبول. من الممكن ان تصدر منه أي تصريحات حتي لو كانت بحجم المغالطات التي أطلقها كوليبالي بعد هروبه.
العجيب ان الهارب كان استقباله من كل المحيطين به منذ وطأت أقدامه إلي أرض الملعب لأول مرة في مباراة الداخلية في الأسبوع 21 للدوري كان رائعاً ويفوق الوصف ولن أنسي هتافات العدد القليل من الجماهير التي تحضر المباريات للاعب والذي كانت تراد لأول مرة بعد تسجيله للهدفين الثالث والرابع في تلك المباراة التي كنت أشرف بالتعليق عليها.
وقد كنت مندهشاً من حالة الانسجام التي جرت بين اللاعب والجماهير سريعاً من أول "نظرة" كما كانت تقول روايات الحب في الماضي. لذلك كنت أكثر اندهاشاً من التصريحات العجيبة للاعب وكلها كذب وافتراء يتنافي تماماً مع ما كان يحدث فعلياً داخل وخارج الملعب مع زملائه والدليل علي ذلك تلك التصريحات والتدوينات التي أطلقها زملاؤه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبخاصة من شريف إكرامي وعلي معلول التونسي وزميله المهاجم جونيور أجاي النيجيري مع ملاحظة أن الأخيرين من المحترفين المتواجدين مع الفريق في نفس التوقت.
وواقع الأمر ان كوليبالي الذي جلس أكثر من شهرين علي الدكة حتي توهج وأصبح حديث كل الأوساط الكروية في الأصل لم يكن له أي وجود علي خريطة الكرة قبل ان يلعب للأهلي.. بل انني أري أن لاعباً مثل بنيامين أشيا ميونج الغاني لاعب الداخلية المنتقل إلي الزمالك مؤخراً يملك مقومات فنية أكبر من تلك التي يملكها كوليبالي ولكن أشيا ميونج لاعب فريق الداخلية لم يحقق تلك الشهرة لأنه يلعب لناد صغير.
والواقع أيضاً ان كوليبالي هو من نوعية اللاعبين الذين سلموا عقلهم تماماً لمافيا وكلاء اللاعبين الذين لا يهدفون لشيء سوي جمع المال من انتقال اللاعب بين هذا النادي وذاك.
كوليبالي خلع عقله واستجاب لوكلائه وقرر الهرب بعد خدعة دنيئة بالحصول علي جواز سفره ثم عاد مرة أخري واستجاب لهم بكتابة تلك السطور التي ان اساءت فإنها تسيء إلي مصر أولاً قبل النادي الأهلي بتصريحاته المجنونة بعدم شعور أسرته بالراحة لممارسة الشعائر الدينية في مصر وهو أمر يضرب مرة أخري استقرار البلاد أسوة بما يفعله أعداء الوطن من الخارج بمحاولة اثارة الفتنة داخل النسيج المصري الموحد.. كوليبالي ما هو إلا لعبة في أيدي السماسرة الذين أرادوا بفعلهم كسب المال والذي لا أعتقد أن لاعباً بعقليته سيؤدي ويواصل طريقه بنجاح لان عقل اللاعب في كثير من الأحيان قد يكون هو طريق تألقه ونجاحه وقد يكون بداية انهياره كما فعل كوليبالي ولا أظن ان مثل هذه العقلية للاعب. سيكتب له النجاح مستقبلاً.