الأخبار
جلال دويدار
خواطر .. لا.. للشعارات والنفاق ولا حل إلا بالعمل والإنتاج
نعم نحن مع الرئيس في أن الترفق بالشعب المصري يتمثل بشكل أساسي في إصلاح أوضاع وطنه وهو الأمر الذي يمهد الطريق امامه للتقدم والحياة الكريمة التي يتطلع إليها. اذا كان الرفق بالشعب ضروريا ياسيادة الرئيس فإن هذا الوطن يحتاج أشد الحاجةأيضا الي أن يترفق به الشعب متمثلا في العمل والانتاج وأداء المسئوليات والواجبات.
في كلتا الحالتين فإنه يجب ويتحتم التخلي عن نفاق الشعب والتركيز علي مطالبته بأن يكون مشاركا فاعلا في دفع عجلة التقدم وان يكون له دور اساسي في عملية الاصلاح. هذا الشعب وحتي تتحقق آماله في الحياة التي يتمناها له ولأبنائه مطالب ببذل الجهد والعرق لانجاح برنامج الاصلاح. إن زيادة الانتاج في كل المجالات الصناعية والزراعية والخدمية هو الركيزة الاساسية لضمان نجاح وفاعلية هذا الاصلاح وأن يؤتي ثماره.
إن هذا الواقع وهذه الحقيقة تكشفت وأكدتها تجارب الدول التي تفوقت في تحقيق هدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية. نجاحها في تحقيق الرخاء والازدهار المبهرين كان محصلة السياسات والاستراتيجيات الرشيدة وتجاوب الشعب معها بالعمل والانتاج. ما وصلت اليه هذه الأمم لم يتم بالشعارات الرنانة ودغدغة المشاعر ولكنه قام بتوافق الجميع حاكما ومحكوما علي أن يتحمل كل طرف المسئوليات والواجبات المنوطة به علي أكمل وجه.
لا يخفي علي أحد أنه لا تحقيق لأي هدف منشود دون العمل خاصة في القطاعات التي لا تؤدي ما هو مطلوب منها من عمل وانتاج.. علي الجميع أن يدرك أنه لا أمل في أي حياة كريمة ولا خلاص من الضنك والمعاناة دون الالتزام بروح التحدي التي تدفع الي المشاركة في عملية بناء هذا الوطن.
حان الوقت لأن يكون مفهوما ان التخلف والضياع الي درجة الوصول الي حافة الافلاس كان سببه الفكر الذي ساد بأن الدولة هي بابا وماما التي يجب الاعتماد عليها في كل شيء علي مدي الحياة. حان الوقت للخلاص من الوقوع فريسة لثقافة امكانية الحصول علي ما نتمناه ونحلم به دون بذل أوعطاء. لم يعد هناك مجال لهذه الفلسفة الخائبة الفاشلة القائمة علي الجهل والتي كانت وراء تفشي ظاهرة انه يمكن الحصول علي كل ما نحتاجه دون عمل او انتاج.
هذا الوضع الكارثي الذي بلغناه كان وليد اخطاء وتراكمات ما يزيد علي ستة عقود عاشها الوطن وعشناها فريسة لأوهام وشعارات لا تمت للحقيقة أو الواقع بصلة. لم يكن لدينا تخطيط ولا استراتيجية لمواجهة المتغيرات والمشاكل التي تضخمت الي الدرجة التي عقّدت وصعّبت ايجاد حلول لها.
ان الانفجار السكاني يعد أخطر مشاكلنا حيث إن الزيادة السكانية غير المنضبطة وعدم الالتزام بخطط ثابتة للمعالجة ادت الي تفاقمها وتحولها الي غول يلتهم أي أمل في المستقبل. كان نتيجة ذلك فشلنا في مجاراة ما وصلت اليه دول وشعوب كانت قبلنا بكثير في التمتع بالحياة الكريمة. إن الحكومة وكل مؤسسات الدولة لابد وأن تلتزم بقيم الولاء للوطن وشفافية الاداء. يجب أن يكون الهدف هو تعظيم العمل والانتاج والاهتمام بالتصنيع لتوفير متطلباتنا وفرص العمل. هذا النشاط يجب أن يحظي بالأولوية الأولي فيما يتعلق بتقديم التسهيلات خاصة من البنوك المتنكرة لدورها في التنمية التي ركيزتها المشروعات الصناعية.
علي ضوء كل هذا فإن علينا أن نؤمن بأن النفاق والتزلف الذي يسود مجتمعنا علي المستوي الرسمي والخاص كان سببا في مصيبتنا. علي هذا الأساس فإنه لا سبيل لخروجنا من مأزق حياتنا الصعبة الحالية سوي بالتصدي الشجاع الحاسم والصريح لمشاكلنا وأمراضنا. أن ما نصبو اليه من آمال وطموحات مرهون بأن نعمل لانتاج ما نحتاجه ويكفينا ويجعلنا لا نمد ايدينا لأحد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف