الوفد
عباس الطرابيلى
غنى.. غاز!!
عرفنا- في الشرق والغرب- أثرياء ظهرت عليهم النعمة.. فهم من عرف كيف يصونها ويحسن توزيعها علي الشعب.. ومنهم من يحتكرها لنفسه، أو يحصرها بين أسرته.. ولا تنال منها الشعوب إلا أقل القليل... وقطر من النوع الثاني..
ومشيخة قطر. أو إمارة قطر تمتلك واحداً من أكبر حقول الغاز في العالم.. أي هي بين كبار ملاك ومنتجي الغاز. ولا تنافسها - في هذا المجال - إلا روسيا بغاز سيبيريا. وأمريكا بغاز آلاسكا.. وعربياً هناك دولة الإمارات- وبالذات إمارة أبوظبي- والسعودية.. والجزائر في شمال إفريقيا.. وبالطبع لا نتجاهل الغاز الإيراني.
ولأن غاز قطر يفوق التصور- وهي بالمناسبة- من الدول الأساسية في منظمة أوبيك، فإن عائداته تزيد علي كل قدرات الإنفاق والاستغلال... وإذا كانت أبوظبي عرفت كيف توجه ثروتها البترولية والغازية لرفاهية أبناء الإمارات كلهم.. حتي قبل قيام الدولة الاتحادية.. وظلت تقدم لأبناء «كل الإمارات» خيرات هذا الغاز والبترول، فإن إمارة قطر استطاعت الأسرة الحاكمة أن تستحوذ علي كل العائدات ولا يقدم الحاكم للشعب القطري، إلا الفتات.
<< وللتاريخ كان يفترض أن تكون إمارة قطر ومعها إمارة البحرين جزءًا من دولة الإمارات لتصبح مكونة من 9 إمارات «الاتحاد التساعي» ولكن قطر فضلت الحياة وحدها أي الاستقلال.. بينما فضلت البحرين أيضا الاستقلال ولكن شتان بين سلوكيات قطر العدوانية.. حتي تجاه الأشقاء.. وسلوكيات البحرين التي فضلت أن تعيش وسط الأشقاء.. قانعة بما أعطاها الله سبحانه وتعالي.
<< ومع تعاظم قيمة الغاز وتزايد الطلب عليه عالمياً بحكم أنه الأقل تلويثاً للبيئة من البترول.. زادت عائدات إمارة قطر.. بفضل هذا الغاز.. وبعضه علي الحدود الاقليمية والاقتصادية في مياه الخليج بين قطر وإيران من حقول مشتركة بينهما للغاز وزيت البترول.
وكما عرفت مصر أغنياء الحرب خلال - وبعد- الحرب العالمية الثانية بسبب اشتغال البعض بالتجارة في مخلفات الحرب وصار لفظ «غني حرب» شائعاً بين المصريين فدخلوا - بأموالهم- في كل الأنشطة.. حتي تجارة.. إنتاج أفلام السينما والإنفاق علي المسرح.. الآن نعرف تعبير «غني.. غاز»!! إذ هم في قطر يدقون الآبار بحثاً عن المياه.. فيخرج الغاز بلا حساب وسط مياه الخليج المالحة!!
<< ومن كثرة عائدات هذا الغاز لم يعد الحاكم يحسب عائداته. ولذلك وبسبب صغر حجم إمارته.. يحاول حاكم قطر- الذي شرب أسلوب المؤامرات والانقلابات- علي الآباء.. الذين أيضا انقلبوا علي آبائهم.. أي هم انقلابيون ابناً عن أب.. وأباً عن جد.. وجداً عن ابن، حتى ان إمارة قطر هذه شهدت أربعة انقلابات متتالية منذ عرفت استقلالها عام 1971.. تخيلوا، لذلك لأن الحاكم من هؤلاء يحاول أن يشترى نفوذاً.. بأموال هذا الغاز. وإذا كان بعض أغنياء الحرب فى مصر زمان اتجهوا إلى إنتاج الأفلام.. جرياً وراء نجمات السينما.. فإن أغنياء الغاز فى قطر الآن يسعون لشراء السمعة والانتشار الإعلامى.. ولا يكتفون بما حققته لهم قناة الجزيرة.. بل استخدموا عائدات هذا الغاز في شراء المتآمرين حول شعوبهم.. ووجدوا في «الإخوان» ضالتهم.. وكان عندهم منهم الكثيرون من عام 1954.
<< وهم هنا- أبناء الانقلابيين- يعملون مرة لحسابهم وبحثاً عن الشهرة والنجومية ولو بشراء الذمم، كما حدث في فضيحة مباريات كأس العالم أو بالتآمر والتخريب حتي بين الأشقاء من البحرين والسعودية والإمارات بل والعبث داخل أرض مصر نفسها.
وأغلب الظن تعمل قطر لحسابها مرة واحدة.. ولكن لحساب الغير وإيران في مقدمتهم 1000 مرة. هنا كان لا بد من إيقاف قطر عند حدها.. وقد كان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف