المساء
طارق مراد
هاتريك .. الأهلي والزمالك والفراعنة ولقاء تونس
اعتقد أن الحالة الفنية والبدنية والذهنية الجيدة التي ظهر بها نجوم قطبي الكرة المصرية الزمالك والأهلي في مباراتي الجولة الثالثة لدور الـ 16 لدوري المجموعات ببطولة الملايين الأفريقية للأندية الأبطال تصب في النهاية في مصلحة منتخبنا الوطني الذي يعود للظهور من جديد علي سطح ومسرح الأحداث الكروية.
كان الظهور الأخير له رسمياً خلال كأس الأمم الأفريقية بالجابون في بدايات العام الحالي.. وأبهر منتخب الفراعنة خلالها الخبراء والملايين من عشاق الساحرة المستديرة بقارتنا السمراء العظيمة بعروضه القوية وانضباطه التكتيكي والتزامه الدفاعي الصارم بفضل حسن تنظيمه وقوة الرقابة.
شهد العُرس الإفريقي للأمم تطور أداء نجوم الفراعنة خلال مشوار البطولة حتي حقق المفاجأة غير المتوقعة بالصعود لنهائي هذا العرس ولكنه خسر أمام أسود الكاميرون 1/2 بعد أن شهد الأداء الدفاعي حالة من الارتباك نتيجة للإجهاد البدني وتراجع معدلات اللياقة البدنية في ظل الضغط العصبي والبدني الذي تعرض له أغلب نجوم المنتخب علي مدار رحلة الوصول للمباراة النهائية.. ولعب فارق السرعة واللياقة والقوة البدنية الدور الحاسم في تقدم الكاميرون في الشوط الثاني والتتويج أبطالاً للقارة الإفريقية.. بعد أن كان الشوط الأول قد انتهي بتفوق الفراعنة بهدف رائع لمحمد النني..
تلك كانت حكاية الفراعنة في آخر ظهور رسمي "فاصل من التألق والابداع" وإدخال الفرحة لقلوب ملايين المصريين رغم تحفظ أغلب الخبراء والمتابعين علي الطريقة الدفاعية الصارمة التي يلعب بها كوبر المدير الفني للفراعنة لكونها تظهر الفرق بصورة لا تليق وشارك الكثير من نجومه الموهبين.. كما انها تتسبب في إصابة اللاعبين بحالة من الاجهاد والإرهاق نتيجة لوضع لاعبي الفراعنة تحت ضغط بدني ونفس للدفاع بكامل بخطوطهم الثلاثة في نصف ملعبهم أغلب فترات المباريات والاعتماد علي الهجمات المرتدة ويكفي الفوز ولو بهدف يتيم كما حدث في رحلة الفراعنة في البطولة.
.. وبعيداً عن تألق الفراعنة في المونديال الإفريقي بالجابون والنتائج الطيبة التي حققها الفريق وما حملته تلك التجربة الناجحة من بعض السلبيات وأوجه قصور فكل هذا أصبح من الماضي.. ونحن الآن أولاد النهاده.. فالمنتخب يوم الأحد القادم علي أبواب مواجهة غاية في القوة والصعوبة أمام شقيقه التونسي بعقر داره بالعاصمة التونسية في ضربة البداية لتصفيات مونديال كأس الأمم الإفريقية عام 2019 بالكاميرون... وفي الوقت الذي يتمتع به منتخب الفراعنة باستقرار فني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر فإن منتخب تونس يبدأ مرحلة جديدة في مسيرته مع مدير فني وطني بقيادة نجمه السابق نبيل معلول وكلنا يعلم أنه مدرب كفء ولديه خبرات كبيرة.. كما أن لديه طبقاً لمعطيات وردود منتخب نسور قرطاج بالجابون يمكن القول إن لديه مجموعة من اللاعبين الموهوبين والمحترفين من أصحاب المهارات والخبرات المتنوعة المهم أن هذه الحقائق تؤكد أي منتخب الفراعنة مع مدربه العبقري المنحوس كوبر علي موعد مع اختبار غاية في الصعوبة يتطلب أعلي درجات التركيز والحذر الشديدين من أجل العودة بنتيجة إيجابية وليكن التعادل علي أقل تقدير لأن تلك التصفيات المؤهلة لنهائيات الكاميرون 2019 يصعد منها أوائل المجموعات فقط.
كما قلت في البداية ما يجعلنا واثقين من تألق الفراعنة أمام النسور الأشقاء أن نجوم الأهلي والزمالك الدوليين الذين تم اختيارهم للمنتخب أجادوا وقدموا مستوي رائعاً وروحاً عالية في الملعب وإذا كان الزمالك قد تعادل مع بطل الجزائر فلا يحتاج ذلك من أنه يقدم عرضاً قوياً وأهدر نصف دستة أهداف ويحسب لنجومه القدرة علي الوصول لمرمي المنافس بهجمات مؤثرة وبناء فرص مؤكدة.. وهو ما جعله يتعادل ويحتفظ بقمة المجموعة.. نفس الحال ينطبق علي علي نجوم الأهلي بعرضهم القوي أمام الوداد المغربي ولكن يحسب لهم أنهم ترجموا فرصهم وتفوقهم الميداني بفوز مستحق بتسجيل هدفين وهو ما يؤكد أن نجوم الفراعنة جاهزون للمواجهة التونسية بخلطتهم السحرية التي تضم المحليين والمحترفين بحثاً عن المزيد من الانتصارات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف