صدى البلد
نبفبن منصور
عفاريت عدلي علام
صدمتني مشاهدة فنان كبير ذو ثقل وتاريخ، له جمهور عريض من الشعوب العربية، وكاتب كوميدي ساخر مثل يوسف معاطي، في عمل مهما كانت نهايته فهو عمل في غاية الخطورة، ويحتاج للتوقف عنده والانتباه. مهما كانت الأغراض التي من أجلها تم إنتاج هذا العمل الدرامي لإظهار إنسان يتعرض لفتنة التعامل مع العالم الآخر، عالم الجن والشعوذة ... اعتبر هذا العمل من أكثر الأعمال خطرًا علي عقلية ونفسية المواطن العربي في زمن كثرت فيه الفتن ويقترب من آخر الزمان حيث فتنة السحر والساحر الكبير الدجال المنتظر.

ومع إيماني التام بوجود الجن في حياة البشر بصورة وحضور قوي إلا أنني لم أتقبل طريقة تناول هذا المسلسل في مثل هذا الزمان... تصوير للزوجة الإنسية علي أنها فاقدة لكل مقومات الأنوثة والجمال في حين تظهر الجنية الحبيبة في كامل جمالها ورونقها تحقق الأحلام وتزرع الأمل وتمثل التضحية من أجل الحبيب الإنسي.. طريقة تناول تشجع كل من يحيا حياة البؤساء ولا يتمتع بقدر كاف من الإيمان بالمولي عَز وجل أن يحاول الاتصال بالعالم الآخر عن طريق كتب التعاويذ واستدعاء الجن... والأدهى والأمَر تصوير الشيخ الذي لديه القدرة علي إستدعاء الجن وجلب الحبيب كما يحدث من البعض بالفعل وتمتلئ القنوات بإعلانات أمثال هؤلاء.. وتُظْهِر أحداث المسلسل محاولات هذا الشيخ لصرف الجنية بطرق متعددة بعيدة كل البعد عن ذكر المولي عز وجل.

مهما كانت الحكمة التي تتناولها القصة والتي من الممكن أن تظهر في النهاية بشكل يعدل الميزان الذي مال لكفة الدجل والشعوذة إلا أن الخطورة في استخدام الكوميديا لشخصية لها قبول عند العديد من البشر من مختلف الدول وبشكل يصور التضحية والشهامة من أهل الجن السفلي شئ لا يمكن التجاوب معه، فكل من له علم في هذا المجال يعلم تمامًا خطورة التعامل مع الجن السفلي وخطورة انتشار كتب التعاويذ في المكتبات العامة والجامعات بشكل بات مُلفت للنظر والانتباه.

علي الإعلام أن يحاول معالجة مثل هذه الأمور بطريقة بعيدة عن استخدام الكوميديا والسلاسة في المشهد اتقاء لما قد يحدث من البعض بعد مشاهدة أمثال تلك الأعمال الدرامية من ممارسة أعمال الدجل والشعوذة، والابتعاد عن ما ورد في الأديان السماوية من اتقاء المولى عز وجل وقدرته علي حماية الإنسان من كل شر كائن في هذه الحياة.

مهما كانت تطورات البشر والجبروت الذي أصبح يتحكم في التعاملات فيما بينهم إلا أن علينا أن لا ننسي أن المولي عز وجل حذرنا من العدو الذي أخرج أبوينا من الجنة وتسبب في الفتنة التي نحيا بها جميعا، فتنة الحياة الدنيا.

يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف