المستشار. سانح كمال
حامد وعبد الناصر والإخوان
يعتبر وحيد حامد كاتب قصص سينمائية وسينارست متميز جدا أعماله التليفزيونية والسينمائية شاهد على ذلك، ولكنه ليس مؤرخًا، ولم يضبط مرة متهما بجرم التأريخ، لذا فمن أين جاءته فكرة أو حكاية أن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر كان إخوانيا، وأن يوليو 1952 إخوانية، وان إخوانية عبد الناصر موثقة، اللهم إلا إذا ما اعتبر أن ما نشره كتبة الإخوان هو وثائق تاريخية.. وبالتالي فيصح القول على لسان هؤلاء إن عبد الناصر له جذور يهودية، ويصبح ما روي في مذكرات زينب الغزالي عن وقائع تعذيبها- وهي وقائع أقرب إلى الهزل منها إلى الواقع- من الوثائق التاريخية..
حسب معلوماتى أن الزعم بحدوث واقعة يتطلب تقديم الدليل على حدوثها، والدليل له شروط صحة إن استقامت له تم الأخذ به وإلا تم استبعاده.. وحكاية السيد وحيد حامد لم يتوافر لها دليل "معتبر" يمكن الاستناد عليه في القطع بصحة الحكاية..
الخلاف بين عبد الناصر والإخوان لم يكن بالقطع خلافا شخصيا، بل هو خلاف يتعلق بأصول الدولة وفلسفة الحكم، وهو خلاف تكشف في بواكير الثورة، فرجوعا إلى كتاب "فلسفة الثورة" يتضح أول ما يتضح التوجه القومي العروبي للحكم، وهو يتصادم مع التوجه الأممي للإخوان، ثم وفي وقت مبكر للغاية كشفت الثورة عن وجهها الاجتماعي بقانون الإصلاح الزراعي، وهو أمر يتناقض مع التوجه الاقتصادي للإخوان، وهو توجه يميني راسمالي مغرق في اليمينية، بحيث إنه يطلق عليه في التصنيفات الحديثة يمين اليمين وهو اقتصاد قائم على التجارة والتوكيلات..
الآن فاض الكيل من كم الأكاذيب التي انطوي عليها مسلسل الجماعة، وهي أكاذيب تاريخية مما يدعونا إلى طلب وقف المسلسل، وإخضاعه لدراسة تاريخية حتى لا نشارك في تزييف التاريخ.