جريدة روزاليوسف
أيمن عبد المجيد
هل يتجرع الفرس مرارة ما صنعته أياديهم الآثمة أم يخدعون العالم
تجرعت دولة الفقيه، صاحبة المشروع الفارسى اليوم، مرارة قطرة من الإرهاب الذى صنعته، عبر مخالبها بالوطن العربى. فقد استيقظ الفرس الأربعاء، على أنباء ضربات إرهابية متزامنة فى البرلمان ومرقد «الخمينى» آية الله الموسوى مؤسس دولة الفقيه صاحبة المشروع الفارسى التوسعى المتخفى خلف ستار شعار تصدير الثورة الإسلامية. وتبنى تنظيم داعش عبر وكالة أعماق الناطقة باسمه، مسئولية الهجوم المسلح على البرلمان الإيرانى ومرقد الخومينى، حيث ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن الحصيلة المبدئية للهجومين تشير إلى سبعة قتلى وعدد من المصابين بينهم رجال شرطة، إلا أن داعش عادت وأعلنت أن الهجوم على البرلمان مستمر، وسط تضارب أنباء عن اختطاف رهائن. إيران التى ظلت تعبث لسنوات بأمن الدول العربية، عبر مخالبها التى تصنعها بأوراق الولاءات الشيعية، والتى ظلت هى ودولة الاحتلال الإسرائيلى فى مأمن من القاعدة وداعش، باتت اليوم فى مرمى نيرانهم. الأمان السابق لم يكن وليد منظومة أمنية إيرانية قوية كما روجت استخبارات الملالى، بقدر ما كان تنسيقًا مع رعاة الإرهاب وصناعة ومموليه، وفى مقدمتهم أسرة آل ثان الحاكمة للإمارة القطرية، وغيرها من الأذرع الإيرانية بالمنطقة. فرغم بناء دولة الخومينى مخططات توسيع نفوذها على الورقة المذهبية عبر الولاءات الشيعية، كحزب الله اللبنانى، والحوثيين باليمن، وشيعة العراق والبحرين، فإن التحالفات الخفية بنيت على تحريك التنظيمات السنية، عبر عملاء لطهران من السنة، وفى مقدمتهم حكام قطر، وحماس بفلسطين. حيث تتولى قطر احتضان المتطرفين السنة ونقل السلاح الإيرانى إليهم، والتكليفات والتمويل، لاستخدامهم أوراقًا فى تصفية الحسابات مع المشروع الفارسى التوسعى. ما يؤكد أن هذا التحول باستهداف إيران، يمكن تفسيره باحتمالين: الأول: إنها عملية سمحت بها من الاستخبارات الإيرانية لخلق ذريعة تستخدم فى نفى علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية، بإدعاء أنها لو كانت محركة وداعمة لداعش لما استهدف داعش طهران حليفة الدوحة. والثانى: يشير إلا ارتخاء قبضة عملاء طهران المحركين لتلك التنظيمات، أو بدء تمزق أربطة التحالفات الخفية. فقطر تترنح بفعل لكمات الحصار العربى، الجوى والبرى والاقتصادى الذى بادرت به مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بما لذلك من انعكاسات مؤكدة قدرات حركة حماس الجناح المسلح لتنظيم الدولى للإخوان. فى حين تترنح أذرع إيران الشيعية، بفعل ضربات عاصفة الحزم للحوثيين فى اليمن، واستنزاف حزب الله فى معارك سوريا، انهاك شيعة العراق فى الحرب مع الدواعش. وفى ظل المواجهة العربية الشاملة ضد الأطماع الفارسية، وتدخلاتها بالمنطقة، بات من الضرورى تقليم المخالب وبتر الأذرع وحرق أوراقها الدعائية. ولعل فرار عناصر داعش من العراق سيؤدى إلى اختراق إيران، فضلاً عن قدرة داعش عبر الوسائل التكنولوجية من تجنيد خلايا من الداخل تنفذ عملياتها. فى مطلع إبريل ٢٠١٥، قال حيدر مصلحى وزير الاستخبارات الإيرانية السابق، فى حكومة محمود أحمدى نجاد: «إيران تسيطر على أربع عواصم عربية، كما قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى»، مضيفًا: «الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود وهى لكل الشيعة». كان يقصد بذلك العراق واليمن ولبنان وسوريا، وباتت الدوحة العاصمة الخامسة. وتؤكد الحوادث التاريخية، أن قطر لها تاريخ من العمالة للفرس، ففى عام ٢٠٠٠ كان حمد بن خليفة آل ثان. أمير قطر آن ذاك أول زعيم عربى يزور طهران، بعد مقاطعة عربية لها ٢٠ عامًا، تخللها الحرب العرافية الإيرانية، وكررها فى ٢٠٠٦ و٢٠٠٧. وبالأمس أعلنت إيران دعمها لقطر واصفًا الحصار العربى لها بغير المقبول، فيما أعلن رئيس مجمع تشخيص النظام فى إيران حسن رضائى أن اجتماعًا ثلاثيًا سيعقد بالعراق يضم إيران وتركيا والعراقيين لبحث القضية القطرية. ورغم أن حلف الشيطان الإيرانى القطرى ما زال قائما، فإن الضغوط العربية وشروط المصالحة المتعثرة تنطلق من مقاطعة الدوحة لطهران، ويمكن عبر تحليل مضامين تغطية مخالب القط القطرى وفى مقدمتها الجزيرة، للأحداث فى إيران اليوم الوقوف على مؤشرات ما إذا كان تميم يراجع سياسته المارقة المعادية للأمن القومى العربى، أم يواصل رعونته؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف