زادت خلال الفترة الأخيرة إعلانات لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة واحتلت مساحات كبيرة في الفضائيات.. وانتشرت إعلانات علي الطرق تؤكد عودة طلعت حرب الرجل الاقتصادي الذي بني الكثير من المشروعات والمؤسسات الاقتصادية التي كانت ركيزة الاقتصاد المصري.
ولأن المشروعات الصغيرة إذا تم التوسع فيها وتنميتها تعتبر عموداً فقرياً للاقتصاد.. فاقتصاد أي دولة يقام أولا علي المشروعات المتوسطة والصغيرة فهي التي توفر فرص عمل كبيرة تقضي علي البطالة التي وصلت إلي 4.12% وأكد المسئولون بجهاز التعبئة والاحصاء أنها انخفضت من 6.12% وهي نسبة انخفاض محدودة فلا يزال طابور العاطلين يضم أكثر من 5.3 مليون شخص.
كما أعلنت نيفين جامع رئيس الجهاز التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة أنه تم ضخ 6.1 مليار جنيه خلال الأربع أشهر الأولي من العام الجاري لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة.
ولكن لكي نتوسع في إقامة هذه المشروعات لتصبح قاطرة التنمية وتتحول إلي مشروعات منتجة ومستوعبة لأعداد كبيرة من العمالة مع التمويل وإن كان ضرورياً ولكنه وحده لا يكفي.. وهذا هو دور الجهاز الجديد الذي تم إنشاؤه مؤخراً وهو جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة وحتي لا يتحول إلي مجرد اسم جديد للصندوق الاجتماعي للتنمية والذي تم ضمه إلي هذا الجهاز.
يجب أن يبني هذا الجهاز منظومة متكاملة يشمل كل ما تحتاج إليه المشروعات الصغيرة أو المتوسطة بدءا من حصر الأنشطة والصناعات والحرف والمنتجات التي يحتاج إليها السوق المصري ثم وضع دراسات جدوي لكل نشاط أو سلعة.. وتسهيل الحصول علي التراخيص اللازمة في مكان واحد وداخل هذا الجهاز وإقامة مراكز تدريب للعاملين في هذه الأنشطة فهذه أمور لا غني عنها من أجل انتاج سلع ذات جودة عالية وتكلفة منخفضة حتي تحقق هذه المشروعات أرباحاً.. وحتي لا يتم صرف قروض المشروعات غير مجدية بل تحقق خسائر.. وفي هذه الحالة نكون أهدرنا أموالا كثيرة بدون فائدة.
كل هذه الأمور يجب أن يضمها الجهاز ضمن اختصاصاته بحيث يكون مسئولاً مسئولية كاملة عن المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر.. ويجب أن تراعي هذه المشروعات احتياجات السوق المحلي من السلع والتصدير للأسواق الخارجية فلا يقتصر دورها علي السوق الحي فقط.
جميع الدول الآن اهتمت بالمشروعات الصغيرة وتوسعت فيها وأصبحت الآن من أكبر اقتصاديات العالم.. خاصة دول جنوب شرق آسيا وضعت منظومة متكاملة لهذه المشروعات والتزمت بها وحققت طفرات كبيرة في الانتاج وتغزو منتجاتها جميع أسواق العالم بل ويتهافت عليها المستهلكون في جميع الدول التي يتم التصدير إليها.