عبد المجيد الجمال
بورسعيد .. تاريخ للمقاومة الشعبية
بورسعيد يعرف العالم تاريخها الطويل في البطولة والمقاومة الشعبية منذ نشأت عام 1859 وتفاعلت مع الأحداث التاريخية والوطنية التي مرت بمصر في العصرالحديث حيث دخل منها الاحتلال البريطاني عام1882فظلت أحد أشد مواطن مقاومته خاصة منذ عام1951حين اندلعت ثورة الفدائيين بمدن القناة بعد إلغاء معاهدة 1936. غير ان الحدث الأبرز الذي منحها شهرتها العالمية وأَهَّلهَا لحمل لقب المدينة الباسلة هو تصديها بشجاعة للعدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل علي مصرعام1956رداً علي تأميم الرئيس عبدالناصر لقناة السويس وهو ماجعل هذا العدوان يفشل ولايتقدم خارج المدينة حتي انسحبت قواته في ظلام ليلة23 ديسمبر1956. واستمرت بورسعيد في مواجهة العدوان علي مصر فتوقف العدو الإسرائيلي في 5 يونيو1967عند حدودها الشرقية ولما حاول غزو بورفؤاد في29 يوليو ١٩٦٧ بقوات مكثفة من ناحية »راس العش» تصدت لها فصيلة صاعقة مصرية ومن ورائها مقاومة شعبية فأبادتاها. ومن هذه المقاومة العفوية لأبناء المدينة الذين ورثوا البطولة والبسالة بدأت مسيرة مقاومة شعب بورسعيد ودفاعه المدني لمحاولات الإسرائيليين غزو مدينتهم. البداية صنعها 32 شابا جامعيا من أبناء المدينة الذين انتظموا في »كتيبة الجامعة»لحماية مدينتهم من هجمات محتملة وتشكلت كتائب شعبية أخري كظهير لقواتنا المسلحة تحمل عنها عبء حماية القطاعات الهامة بالمدينة وماحولها وشكلت في معارك العاشرمن رمضان بقذائف أسلحتها الكثيفة سداً نارياً منع طائرات الفانتوم والميراج والسكاي هوك المهاجمة من الطيران المنخفض واضطرتها للارتفاع لتدخل مجال الرادارات المصرية ومدفعيتنا المضادة فتصطادها. وأمام كثافة الهجمات الجوية علي المدينة وتدمير مرافقها ليسهل اقتحامها كان عمال الترسانة البحرية يقومون ليلا بإصلاح ما دمره العدو ويصنعون مدافع هيكلية خدعته في معركة كبري فقد فيها 17 طائرة فوق بورسعيد خلال يوم واحد من يوليو عام1970فاختير هذا اليوم ليكون يوم الدفاع الجوي.. والبطولات مستمرة.