أغلقت الدوحة كل أبواب العودة والتراجع عن مخططها لقد كان تحمل مصر والسعودية والإمارات أفعال قطر وحماقاتها أسطورياً وذلك حرصاً علي مصلحة الشعب القطري الشقيق حيث وجدت قطر في فوضي الربيع العربي الفرصة الملائمة للتدخل في شئون دول عربية عديدة ولم تجد ما يمنعها من تطوير علاقاتها بالجماعات المسلحة و نشر القتل والذعر والخوف وعدم الاستقرار في المنطقة.. وقطر التي كشفت عن علاقتها بتنظيمات الإرهابيين ومنها الدخول في مفاوضات بدلا منهم مع أطراف أخري كانت قد غرقت في مستنقع الإرهاب لقد مضت قطر إلي عزلتها ولم يجبرها أحد علي ذلك.. وقد يكون مفيدا لها أن تستعيد حجمها الطبيعي دولة صغيرة حباها الله بالثروة التي يجب ألا تستعمل في إلحاق الضرر والأذي بالآخرين لكن طموحها ان تكون الدولة الزعيمة اسقطها في الوحل.
كان متوقعا أن تنتهي المغامرة القطرية بطريقة أو بأخري حين تصطدم بواقع الجغرافيا السياسية كون قطر دولة صغيرة وحديثة التكوين بشعب قليل العدد غير أن ما لم يتوقعه أحد أن تمضي القيادة القطرية إلي الانتحار مثلما فعل تميم.
و قرار قطع العلاقات مؤشر علي شعور عميق باليأس لدي الدول التي اتخذته من إمكانية أن تقوم القيادة القطرية بإصلاح سياساتها عبر التخلي عن دعم الإرهاب والعودة الي الاجماع العربي.
لا نتعجب لقرار المقاطعة العربية للدوحة.. هذه الخطوة التي لا شك أننا نراها قاسية بل قاسية جداً ولكن لأننا نعرف ماذا فعلت حكومة تميم في مصر منذ ثورة 25يناير وتحالفاتها القذرة مع الاخوان الارهابية وكذلك مع السعودية طوال عقدين وماذا تفعل في البحرين منذ سنوات طويلة وماذا فعلت ضد الإمارات وفي ليبيا وفي اليمن.. إن الكثيرين ينظرون اليوم إلي النتيجة وهي المقاطعة وينسون السبب الذي أدي إلي هذه النتيجة والأسباب كثيرة جداً منها ما هو معروف ومعلن ومنها ما هو غير معروف وغير معلن وقد يكون من الصعب الإعلان عنه علي الاقل في الايام القادمة لكن المؤكد ان الازمة اقتربت من كلمة النهاية في الازمة القطرية خاصة مع اعلان الرئيس الامريكي ترامب موقفه الداعم لمصر ودول الخليج العربي وباتت كلمة النهاية قريبة وهي رحيل تميم المؤكد.