لا يزال الروس يحفظون عن ظهر قلب حتي يومنا هذا مقولة لينين الشهيرة «من خان رفيقه فقد خان القضية»، هذا بمناسبة أن ميخائيل جورباتشوف أخر رئيس للاتحاد السوفيتي ساهم في تفكيك تلك الإمبراطورية وقدم خدمة جليلة للولايات المتحدة التي أعلنت انتصارها في الحرب الباردة لتكون القوي العالمية العظمي الوحيدة بعد أن نافسها الاتحاد السوفيتي علي هذا اللقب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ولحين انتهاء الحرب الباردة.
ويتهم كثير من المؤرخين جورباتشوف بأنه أكبر عميل للولايات المتحدة بعد أن أهداها النصر، كما أن سقوط الإمبراطورية السوفيتية ساهم في انهيار المعسكر الاشتراكي.
ولكن لا يهمنا عمالة جورباتشوف للمخابرات الأمريكية، خاصة أن روايات عديدة تحكي عن عملاء سوفييت كثيرين قدموا لأمريكا خدمات جليلة أكثر مما يقدمها الجواسيس في وقت الحروب. ويعلم الكثيرون بالتأكيد قصة المسئول السوفيتي الكبير الذي زرعته المخابرات الأمريكية ليس للتجسس علي الأجهزة والعتاد العسكري وإنما ليتولي منصبا رفيع المستوي يتمكن من خلاله تعيين المسئولين في أكبر وأدق أجهزة الدولة. ونجح الرجل في مهمته باقتدار، واستطاع تعيين الأشخاص غير الأكفاء في المناصب الحساسة والقيادية، وكانت النتيجة سريعة، فانهارت كل مؤسسات الاتحاد السوفيتي بسبب أن الذي يختار القيادات غير أمين وخائن لموقعه وبلده ولم يهتم سوي بحفنة دولارات نظير القضاء علي بلاده.
وتقول الروايات التي تملأ الانترنت إن هذا العميل كان يتعمد اختيار أسوأ المتقدمين للوظائف بل المرضي النفسيين والجهلاء والفاشلين، ليديروا كبري الهيئات السوفيتية، فكانت النتيجة انهيار القوي العظمي السوفيتية، لأنه تجاهل اختيار الأكفاء واعتبرهم مجرد وقود يعملون فقط كأفراد أو عبيد تحت قيادة الجهلة والمرضي.
وطبعا لن نتساءل عما إذا كان لدينا مثل هؤلاء العملاء أم لا، لأن لدينا كثيرين خانوا الأمانة التي اختيروا من أجلها، ولم يهتموا بأي قطاع مهم سينهار نتيجة اختياراتهم الخاطئة، فكل ما يهمهم ما يقبضونه من دراهم لتنفيذ تعليمات من يوجهونهم.. ولا حياة للكفاءات!
وهؤلاء العملاء فاشلون في الأصل ويصعب عليهم جدا رؤية ناجحين في المواقع المهمة، فهم ينتقمون لماضيهم الفاشل.