الوفد
مصطفى شفيق
من قلبى .. حوار لن يتم
تمنيت اليوم أن أجرى حواراً مع تميم أمير قطر بعد أن سقط بأفعاله.. وأسقط بلاده وشعبه فى الخصام مع أشقاء الخليج.. ورفقاء العروبة.. عن مشاعره وقد جلب لشعبه العار وسط العرب.. عن توقعاته.. وحساباته فى كل مرة ينقض فيها العهد بعدم التدخل فى شئون البلاد.. والتخلى عن دعم الجماعات الإرهابية.. وعن المكسب الذى تحققه قطر حكومة.. وشعباً.. ودولة.. من هذه التصرفات.. هل هو الشعور بالضآلة من حيث الحجم؟.. فما نقص من حجم الدولة زاد فى طوله هو شخصياً.. ويفسر التناقض بين حماية الإخوان السنة.. وتأييد الحوثيين الشيعة؟ ثم عدلت أمنيتى إلى الرغبة فى إجراء الحوار مع حمد بن جاسم الذى أشعل مشوار التدنى فى علاقات قطر بجيرانها منذ أن كان وزيراً للخارجية.. والدور الذى لعبته قطر فى الحرب الأمريكية على العراق فيما عرف بعاصفة الصحراء بداية العام 1991... وهى الحرب التى انتهت بتدمير العراق.. وتشريد جيشه.. وتوزيع معداته على من يشاء... واغتيال صدام حسين.. وأخيراً إنشاء قاعدة «العيديد»، التى تعتبر أكبر مخزن للأسلحة الهجومية الأمريكية خارج الولايات المتحدة.. وأذكر أنه قبل الحرب بأسابيع استضافت الدوحة اجتماعاً طارئاً للدول العربية.. وكنت شاهداً عليه.. وقابلت حمد بن جاسم وزير خارجية قطر وسألته عن الهدف من الاجتماع، فقال جمع أكبر توافق على ضرب العراق.. وتوجيه إنذار لصدام حسين قبل تدمير العراق.. فعدت أسأل عن ترتيب الأهداف، فقال كما قلت لك.. المهم أننى عدلت رغبتى فى الحوار لأجريه مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى أعلن عن سعادته بأن يرى نتائج زيارته لمنطقة الخليج تتحقق بسرعة.. ووددت أن أسأله عن ماهية الأهداف التى تتحقق.. هل هى المزيد من الفرقة العربية؟.. هل هو الشرخ الجديد فى جدار التماسك العربى الموشك على الانهيار فى الوقت الذى تسابق فيه إسرائيل الزمن بمصادرة الأراضى العربية.. وتغيير ديموغرافية الأرض.. وتوطين الإسرائيليين فى الأراضى الفلسطينية.. وبدء مرحلة التمهيد لهدم الأقصى وبناء الهيكل.
والحقيقة أن قطر لم تكن يوماً داعماً للوحدة العربية.. ويشهد التاريخ أنها الإمارة الوحيدة التى رفضت الانضمام لاتحاد الامارات العربية المتحدة الذى كونه حكيم العرب الراحل زايد بن سلطان.. ويشهد التاريخ أيضًا أبعد من ذلك أن الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية طالب فى بدايات العقد الثانى من القرن الماضى ضم قطر إلى السعودية لولا اعتراض بريطانيا على ذلك لأسباب تزداد وضوحاً كل يوم.
فى النهاية قررت ألا أجرى حواراً مع أحد.. فكل ما سيقولونه معروف لى.. ولكم.. والله يوفق العرب.. وما يهمنى أن تحيا مصر... تحيا مصر.. تحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف