المساء
أحمد سليمان
تميم باع جيشه
لن نستغرب مما فعله تميم أمير قطر عندما أسند مهمة نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة القطرية ـ بمرسوم أميري ـ إلي اللواء التركي طيب أوغلو لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد . بعدما اتفق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علي إرسال ثلاثة آلاف جندي تركي إلي قطر للدفاع عن تميم ونظامه عقب قطع مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر.
كل ما فعله تميم منذ قطع العلاقات ¢كوم¢ وهذا الموقف ¢كوم تاني خالص¢ . فجيش الدولة يعني كرامتها. وترك قيادة الجيش لشخصية عسكرية من دولة أخري يعني بمنتهي البساطة التنازل عن كرامة الدولة. وليس غريبا أن يطلب تميم ذلك ويوافق أردوغان عليه.. فقد سبق لأردوغان أن أهان جيشه هو الآخر عندما سحل قادته ونشر صورهم بدون ملابس في الشوارع. وهم ¢مكومون¢ في إحدي الغرف كالقطيع. فالاثنان ¢تميم وأردوغان¢ لا يعرفون معني الكرامة ولا معني الوطن ولا الانتماء ولا قيمة جيش الدولة.
هناك قادة يدفعون حياتهم ثمناً ليبقي جيش بلادهم قوياً يدافع عنها ضد أي اعتداء خارجي. والعسكريون الشرفاء الذين يعرفون معني الوطنية وقيمة الزي العسكري يضحون بكل غال ونفيس دفاعاً عن هذا الزي. وليس قيادة الجيش بحالها.
لم نستغرب من تميم الاستعانة بقادة تركيا لإدارة شئون البلاد بعدما أصبح وحيداً. فكلنا يعلم أن قطر ليس بها جيش. وأن نواة القوات الجوية القطرية كانت طائرتان هدية من القوات الجوية المصرية عند إنشاء الجيش القطري. لكنهم طوال هذه السنوات لم يستطيعوا إنشاء جيش بالمعني المفهوم . ولم يستطيعوا تدريب ضباطهم علي الشئون العسكرية. حتي أن قطر عندما أرادت شراء طائرات رافال الفرنسية استدعت طيارين من باكستان لاستلامها بعدما فشلت كل محاولات تدريب الطيارين القطريين علي قيادة هذه الطائرة الحديثة ذات الإمكانيات الهائلة. والتي استطاع طيارونا استيعاب التكنولوجيا العالية بها وقيادتها من فرنسا رأساً إلي مصر بنجاح لفت انتباه مصنعي الطائرة من الفرنسيين.
خبر آخر تناقلته بعض المواقع الإليكترونية إذا كان صحيحاً فإنه يعني أن نهاية تميم قطر قد اقتربت جداً.. الخبر يقول إن مجموعة كبيرة من القادة العسكريين القطريين غادروا الدوحة في طريقهم إلي روسيا. ولم يوضح الخبر ما إذا كانت المغادرة رسمية أم غير معلنة بما يعني أنه هروب وليس زيارة عمل.
عموماً الأوضاع في قطر اقتربت من الحسم . خاصة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قطر كانت تمول الإرهاب بقوة وعلي مستوي عال ولمدة طويلة. وذلك بعد الاتصال الذي تم بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس.
وإذا كانت تركيا قد أسرعت لنجدة قطر فإنها بذلك تضع نفسها معها في موقع المدافع عن الإرهابيين وداعمهم. وأعتقد أن الدور المقبل سوف يكون علي تركيا. خاصة أنها بدعمها لقطر في مواجهة دول المقاطعة ومنها المملكة السعودية يعني أن الغضب السعودي قد ينال أنقرة أيضاً. وقد بدأ ذلك منذ أيام عندما ألغت الرياض صفقة سلاح كبيرة بمليارات الدولارات كانت تنوي المملكة السعودية شراءها من تركيا.
ننتظر بفارغ الصبر أن نري انتقام القدر ممن اغتالوا شبابنا وجنودنا ومسلمينا ومسيحيينا بدم بارد بفكر ودعم ومساعدة واضحة من الخونة والكذابين أعضاء وأنصار جماعة الإخوان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف