الأهرام
سكينة فؤاد
التفوق الوطنى.. ووزيرا الدفاع والتعليم
الاثنين الماضى توافقت الذكرى الـ 45 لانتصارات العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 73 مع ذكرى 5 يونيو 1967. التى اطلق عليها نكسة وهزيمة ! ولا أعرف كيف يهزم جيش فرض عليه قادته الانسحاب فى لحظات ذروة المواجهة ودفع بدماء ضباطه وجنوده أفدح ثمن لقرارات متخبطة وخاطئة، وحرم الإعداد والتجهيزات الجادة .. كانت هزيمة قيادات وخيانة للأمانة وللشعب الذى استأمنهم... ولم تكن هزيمة جيش إحترف النصر، ويجرى حب الأرض وكرامة الوطن مجرى الدماء فى عروقه.. ورغم الظروف المستحيلة والقيادة العسكرية الفاقدة للصلاحية وتقدم العدو واحتلاله سيناء فقد شهد ميدان القتال على الفور بطولات رائعة مثل معركة رأس العش التى منعت العدو من الاستيلاء على بورفؤاد، وشهد تدمير قواتنا البحرية للمدمرة إيلات شمال بورسعيد 21 أكتوبر 1967.

وليس موضوع هذه السطور وثائق ووقائع ما ارتكب بحق مصر وجيشها والتى نشرت صحيفة صوت الأمة 3 /6 الحلقة الأولى مما تضمنه محضر اجتماع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى برئاسة الرئيس جمال عبد النصر فى 3/8/67.

ما جاء فى المحضر يؤكد فشل وهزيمة القيادة العسكرية وتخلفها وأن قائد الجيش كان يجب أن يقال قبل 67 بسنوات طويلة، ورفض أن يكون نائبا للرئيس ومعلوماته العسكرية انتهت 1952!!

> لابد أن تثير هذه الاعترافات للرئيس جمال عبد الناصر تساؤلا مهما - وكيف ترك قائد الجيش فى مكانه ليغتال كرامة شعب وعزة جيش؟

أيضا هذا ليس موضوعى الآن وإن كنت أتمنى أن أعود إلى الدروس المستفادة باعتبارها من أهم منح التاريخ للأجيال المتعاقبة.

ما أريد أن أقف أمامه فى هذه السطور هو البطولات الرائعة والتى يفوق بعضها القدرات البشرية، سواء في 1967 أو حرب الاستنزاف وملحمة نصر 73.

> ماذا تعرف أجيالنا الجديدة عنهم.. أليست خيانة أخرى لاتقل عما حدث فى 67 أن تغيب هذه البطولات وهؤلاء الابطال عن وعى هذه الأجيال.. لماذا لا نستلهم منها ما يطيب ويعالج كثيرا من الجراح والتشوهات التربوية والأخلاقية والوطنية والقيمية التى يتعرضون لها بالإضافة إلى الأخطر من استهداف لتذويب الهوية والانتماء.

لذلك أتوجه إلى وزيرين من أهم وأفضل وزرائنا .. الفريق أول صدقى صبحى القائد العام - وزير الدفاع ووزير التعليم. د. طارق شوقى أدعوهما إلى مشروع مشترك بين القوات المسلحة والتعليم لإضاءة عقول ووجدان الأجيال الصغيرة والشباب بجمع وتوثيق هذه البطولات بمختلف وسائل الاتصال والإيضاح الحديثة وإبتداء بالمواقع التى تسيطر على وعى هذه الأجيال والأفلام الوثائقية والكتب وعقد مسابقات كبرى للتفوق الوطنى على مستوى طلبة مدارس وجامعات مصر.. يتنافسون ويتسابقون فى وعيهم بصناع البطولة والنصر فى بلادهم

مازلت أذكر وأنا طالبة بمدرسة مصر الجديدة ثانوية بنات - كيف كانت تعقد مسابقة للتفوق الاجتماعى على مستوى طلبة وطالبات الجمهورية لم تمثل مادة نجاح ورسوب .. ولكن مادة للقراءة والمعارف الحرة حول موضوع محدد والنجاح والتفوق فيه يعطى للطالب أو الطالبة ميزات وأفضيلة فى فرص دخول الكليات التى يرغبون الدراسة فيها.

لماذا لا نقيم بين أجيالنا الجديدة مسابقة للتفوق أو الوعى الوطنى مع جوائز وحوافز مؤثرة ومشجعة على الوعى بتاريخهم وبالبطولات التى صنعها اجدادهم وآباؤهم ولإبقاء هؤلاء الابطال أحياء فى وجدانهم خاصة وقد أصبح لدينا من ألوان وانواع التعليم ما يعمق التغريب والانفصال عن هويتهم سرا وعلانية.. أيضا تمتلئ هذه الأعمار بحب المغامرة والبطولة وللأسف تركناهم لأبطال ومغامرين من أوراق وخيالات مريضة.. بل تركناهم للأخطر وبما يبث الفكر المنحرف والمتطرف بل وبما يناهض فكرة الوطن وقيمة الأرض وشرف الدفاع عنها فى عقولهم وأرواحهم. أتوجه بدعوتى إلى الوزيرين المحترمين ـ الدفاع والتعليم ـ لترتيب ودراسة اعلان مسابقة على مستوى الجمهورية وفى جميع مدارسنا للتفوق والوعى الوطنى.. تسابق وتنافس لا على نجاح ورسوب ولكن على اتصال ومعرفة وانتماء للوطن ينهل ويتزود من فيض عطاء البطولات والأبطال ويلبى أحلام البطولة فى هذه الأجيال ويكافئ التفوق بجوائز كبرى تستطيع ان تضع تحولات مهمة فى مستقبلهم وتحقق طموحاتهم وأحلامهم فى إطار يدعم روابطهم ببلادهم ووعيهم بتاريخهم واعتزازهم بهويتهم الوطنية.

رجاء ثان... استمعت فى بعض البرامج التى قدمت احتفالا بانتصارات العاشر من رمضان إلى أنين وشكاوى مقاتلين قدامى يعانون ظروفا بالغة الصعوبة ويشكون الاهمال!! ومازلت أذكر كيف زارنى فى مكتبى ابن الاسماعيلية ـ جندى مقاتل محمود أبو خليفة ـ وكان يباهى بقصة البطولة التى شارك فيها القائد الفاتح كريم فى هزيمة العدو الصهيونى وطرده من جبل المر ـ ثم زارنى يشكو ظروفه الصعبة وعدم امكانية العثور على العمل لأبنائه متوسلا بما قدمه لبلاده ـ وبعد رحيله عن دنيانا اتصل بى ابنه يواصل نفس الشكوى!! أعرف أن القوات المسلحة لاتنسى أبناءها ولكن الأمر يحتاج إلى إحاطة أكبر بظروف وأحوال أبطالنا.. صغارهم قبل كبارهم.. وتأكيد أنهم سيظلون محل اهتمام واعتبار.. لماذا لا تقوم كل محافظة ببيان أحوال وأوضاع وظروف ومطالب المحاربين القدامى والجدد.. وليظل تقديرهم والعناية بهم مثالا حيا على الوفاء والاحترام لكل من ضحى من أجل بلاده.

أثق أن من استباحوا الفساد والافساد لم ينالوا شرف التطهر بالقتال.. ولا أتفق مع غض البصر عن المسئولين مما ارتكب بحق هذا الوطن من إهدار وتدمير ونهب مقوماته وثرواته.. ومن أغرب ما نشر حول ما جاء فى التحقيقات بشأن جريمة برج الأزاربطة.. أن مالكة العقار بحسب الأوراق والرخصة الصادرة من حى وسط اعترفت انها وافقت على كتابة جميع أوراق العقار باسمها واستخراج التراخيص اللازمة وأن كل ما تقاضته 2000 جنيه نظير أن يتم كتابة العقار بالكامل باسمها وأنها تعمل خياطة وزوجها عامل حرفى وليس لديها مقدرة على شراء أو بناء عقار ونظرا لحاجتها للمال اتفقت مع ملاك العقار الأصليين على تقاضى المبلغ.. وهما شخصان جار ضبطهما!!.

ماهى الاسماء الحقيقية للملاك الاصليين للبرج الكارثة وبكل ما ترتب على جريمتهما من خراب وتخريب للمنطقة وللسكان؟!. ولماذا تخفيا وراء اسم هذه السيدة.. وهل هما فى منصب يفرض التخفى؟!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف