أحمد عمر
أصل الكلام .. العاهرة والإرهابي
متذمرون من أحوال الوطن.. كأننا نزلاء نتحدث عن سوء الخدمة بفندق لسنا شركاء فيه.. الوطن عند بعضنا أغنية وقصيدة وحبة شعارات.. لا خير فيها مالم تبعث فينا الحماسة لكي نؤد ما علينا.. مجرد مقتضيات الواجب بشرف وجدية.
* بسيطة المسألة؟
* كيف والبعض يقف سلبياً حتي إزاء تنظيف بيته!
* ستكون بسيطة إذا عملنا بقدر الجهد لا قدر الآخرين.. فليعتبر أولو العزم أن هؤلاء أصحاب عاهات نفسية يحتاجون للرعاية.. وأحياناً قبضة القانون مثل سائق يقف بسيارته وسط الطريق غير عابئ بما يسببه من اختناق مروري.. أو صاحب محل يسلب باشغالاته حق المارة في الرصيف.. أو مدخن يخنق من حوله بسيجارته غير عابئ بصحته ولا بحياتهم.
سمعت رجل الأعمال محمود العربي في معرض حديثه عن قصة كفاحه من بائع علي الرصيف حتي ما بلغه من مجد في الصناعة الوطنية يقول موجهاً حديثه إلي زملائه من رجال الأعمال اننا نحمي أموالنا بما ننفقه في خدمة المجتمع.. أدرك "العربي" بفطرته مبكراً مفهوم المسئولية الاجتماعية لكن هذا المفهوم يغيب عن قطاع عريض من رجال الأعمال والأفراد.. مازالوا يتعاملون مع الوطن كأنهم مستأجرون مقابل مايدفعونه من ضرائب ورسوم.. والأمثلة كثيرة كمصنع سكر في المنيا لا يري له دور في انشاء كوبري لخدمة أهالي القري التي تزرع له القصب.. أو مصنع سماد في أسيوط يقتر علي جيرانه في خدمات صحية واجتماعية تعالج بعضاً من متاعب الجيرة.. أو حتي مزارعين صغار يفرشون الأسفلت بمواد بغية قيام السيارات العابرة بهرسها لتوفير بعض الجهد علي أنفسهم غير عابئين بالأضرار التي يسببونها للآخرين.
نعم الشعور الوطني في حاجة إلي الرعاية.. لكن من ذا الذي ينتظر دعوة لخدمة وطنه أو إعمار بيته؟! الشعور الوطني غريزة إنسانية لكن البعض يفضل الموت منتحراً!!وذكر التاريخ عاهرات قدمن خدمات لأوطانهن .. لكن أبداً لم يكن الإرهابي وطنياً.
.. يقول المأثور الشعبي "البيت الذي تأكل فيه لا تدع عليه بالخراب" مجرد الدعاء فما بالك بالسلبية والتخريب والسكوت عن المخربين؟!