الجمهورية
طارق الأدور
الأعظم بين ميسي.. ورونالدو
أعلم أن المقارنة بينهما تزداد تعقيدا عن الحديث حول أي قضية طرفيهما الأهلي والزمالك.. ولكن سيظل الثنائي ليونيل ميسي الأرجنتيني وكريستيانو رونالدو البرتغالي ظاهرة لن تنسي في تاريخ كرة القدم مهما آلت المقارنة بينهما لصالح أحد النجمين الكبيرين.
قلت في إحدي المباريات عقب فوز برشلونة علي ريال مدريد 3/2 في كلاسيكو الأرض الأخير وتسجيل ميسي لهدفين أسطوريين أن النجم الأرجنتيني هو من وجهة نظري أعظم من لمس كرة القدم في التاريخ علي الرغم أنه بالأرقام والإنجازات قد لا يكون الأفضل تاريخيا.. وقامت الدنيا ولم تقعد علي هذه المقارنة وبخاصة أن عشاق كريستيانو في كل أنحاء العالم الآن أصبحوا أكثر تحمسا لهذا اللاعب.
وقبل أن أقول لماذا قلت عن أن ميسي هو أعظم من لمس كرة القدم أحب أن أوضح أن كرة القدم كانت وظلت وأصبحت وستكون لعبة الفن والجمال وتلعب فيها المهارة الفردية الركن الأساسي لشعبية أي لاعب مهما تحولت الكرة في العصر الحديث إلي كر وفر وعناصر بدنية أخري.
ومن بين عناصر مهارية كثيرة للكرة سواء الفردية أو الجماعية تبقي مهارة المراوغة أو بالعامية "الترقيص" هي المهارة التي تصنع نجم الشباك في كرة القدم.
سألت العديد من مشجعي كرة القدم في مصر بمختلف الانتماء عن أفضل من لمس الكرة في تاريخ مصر فكانت إجابة الغالبية العظمي لصالح نجم مصر والنادي الأهلي السابق محمود الخطيب رغم أنه ليس الأفضل علي مستوي الإنجازات التي يفوقه فيها نجوم أمثال حسام حسن ومحمد أبوتريكة ولكن يبقي الخطيب بمهاراته الجاذبة لشباك الجماهير أعظم من لمس كرة القدم.
وعلي المستوي العالمي لا صوت يعلو فوق إنجازات بيليه الوحيد الذي حقق كأس العالم 3 مرات ومارادونا الذي حقق المونديال وسط مجموعة من اللاعبين غير الأفذاذ ويوهان كرويف الذي قاد جيل هولندي كامل للمجد والوصول لنهائي المونديال مرتين بجانب الطفرة التي أحدثها مع أياكس أمستردام وبرشلونة ومعهم أيضا من الأفذاذ بوشكاش المجري ودي ستيفانو الأرميني وكلاهما كانا من نجوم الريال في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ولكن يبقي من وجهة نظري الشخصية ليونيل ميسي أعظم من لمس كرة القدم رغم أنه ليس الأفضل في الإنجازات.
ولو حقق ميسي كأس العالم لقلت بكل ثقة إنه الأعظم بلا منازع في تاريخ الكرة.. لماذا ميسي؟ لأنه يملك مهارة المراوغة والمهارة التكتيكية الرهيبة التي لا يمكن إيقافها.. ولأنه اللاعب القادر علي أن يغربل فريقاً بالكامل بمهاراته في عصر تحولت فيه كرة القدم إلي الدفاع ليكون أهم من الهجوم.
بيليه جاء في عصر كانت خطط اللعب فيه 2/3/5 أي مدافعين و3 لاعبين خط وسط و5 مهاجمين لذلك كانت مهمته أسهل من ميسي الذي قد يواجه في العصر الحديث بحوائط أسمنتية من 9 لاعبين علي الأقل من المنافس.
ومارادونا تميز بالمهارة الخارقة وكان يستطيع المرور من الحوائط الأسمنتية للدفاع ولكنه لم يملك خفة الحركة والقدرة علي المراوغة من السرعة بنفس الدرجة التي يملكها ميسي.
كرويف وبوبي شارلتون ودي استيفانو وبوشكاش وبلاتيني وفان باستن إمتلكوا أكثر المهارة التكتيكية وأفادوا فريقهم بمهاراتهم التي غلفت بالجماعية.
ويأتي فارس العصر النبيل كريستيانو رونالدو الذي أبهر العالم بقدراته الفائقة علي التهديف بمختلف المهارات والطرق ولكن الصبغة البارزة في أدائه كانت في الجانب البدني.. فلم تعرف كرة القدم في تاريخها لاعبا فذا بالقدرات البدنية لكريستيانو سواء في العدو أو تغيير اتجاهات الحركة أو القفز في ضربات الرأس وذلك المهارة التي جعلته من أبرز نجوم العصر تهديفا.
عندما فقد كريستيانو الكثير من قدراته البدنية في الموسم المنصرم نجح في تطوير أدائه بشكل مذهل حيث حول قدراته كلها إلي الأمتار الأخيرة أمام المرمي.. وبدلا من العدو الكثير طولا وعرضا أصبح يؤدي بالسرعات قصيرة المدي نحو الكرة من داخل المنطقة فأبهر العالم بأهدافه القاتلة في دوري أبطال أوروبا ولكن اسمحوا لي مرة أخري بالتأكيد علي ما قلته بأنه لا يوجد لاعب يمتلك قدرات ميسي في مهارة نجوم الشباك وهي المراوغة.. فهو أعظم من لمس الكرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف