سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. لا تقسوا علي هؤلاء .. بعد قرار ميدو
رغم أن الميثاق الأولمبي الدولي. يمنع تدخل السياسة في الحركة الرياضية بكل فروعها.. إلا أن السياسة كثير ما يكون لها تأثيرها السلبي في الغالب. والايجابي في أحيان قليلة. علي الحركة الرياضية.. وقبل أيام تكهربت الأجواء السياسية في الوطن العربي. بسبب جزيرة قطر. أو قطر الجزيرة. وسياستها العدوانية تجاه دول الوطن العربي.. فكانت ردود الأفعال السياسية من الدول التي عانت من "جنان" قطر ومن بينها مصر والسعودية والإمارات والبحرين وكانت من ردود الأفعال. الدخول في ما يمكن وصفه بالمقاطعة.. وفي هذا الإطار. قام الكابتن أحمد حسام ميدو. بالإعلان عن الانسحاب من فريق المحللين في قنوات PIn Spots الرياضية. والتي تحتكر كل المسابقات الكروية العالمية والقارية.. وجاء انسحاب ميدو ليضع زملاءه المصريين الآخرين في مأزق صعب. مثل محمد أبوتريكة. الذي يعيش في قطر مضطراً. ومثل وائل جمعة ونادر السيد وهيثم فاروق. المتفرغين تقريبا لهذا العمل في الوقت الحالي. ومثل عدد غير قليل من المعلقين. الذين عرفتهم جماهير الكرة من خلال قنوات Pin spots وباستثناء ميدو فإن باقي المحللين والمعلقين لم يعلن أي منهم المقاطعة مع هذه القنوات التي هي ـ في الأصل ـ من رحم الجزيرة وكانت في السابق باسم الجزيرة الرياضية.. ولي في مسألة ميدو وباقي نجومنا المصريين الذين يتعاملون بعقود مع هذه الشبكة.. أن ميدو سبق وأعلن عدم التعامل معها. مستغنيا عن راتبه الكبير. لأن له راتباً أكبر كمدير فني لنادي وادي دجلة وطموحاته بأن يكون مدربا لأحد الاندية الأوروبية.. ومثله فعل من قبله المدرب التونسي الكبير نبيل معلول بعد أن تم اختياره لمنصب المدير الفني لمنتخب تونس. فاعتذر عن الاستمرار ضمن فريق المحللين في الشبكة.. أما أبو تريكة وجمعة وفاروق ونادر وباقي المعلقين فإن ليس لديهم أي عمل آخر في الوقت الحالي. وبعقود مع الشبكة تغنيهم عن سؤال اللئيم وتضعهم علي قدم المساواة مع أبرز المحللين في العالم الذين يتعاملون مع هذه الشبكة الرياضية. وعلي رأسهم التونسي طارق زيان..
¼¼ ميدو يستحق أن نشد علي يديه لقراره الجرئ وباقي زملائه من المحللين المصريين يستحقون ألا تقسوا عليهم لأن المسألة تتعلق بلقمة العيش. وليس الموقف السياسي وللعلم فإن مصر تفخر بأن شبابها لهم الأغلبية في ميدان النقد الرياضي في الصحف القطرية. ومثلهم مثل أبو تريكة وجمعة وفاروق. يعملون بشرف. ولا ينزلقون إلي متاهات سياسية معادية لوطنهم مصر.. ومثلهم مثل 180 ألف مصري ـ علي أقل تقدير ـ يعملون في كافة المجالات الرفيعة في قطر. مثل باقي دول الخليج. وأغلبهم مع أسرهم. لا علاقة لهم بالسياسة وتخاريفها.. فلا يجب أن نقسوا علي ابنائنا. ونأخذ قصة ميدو كأنها واجبة علي كل المصريين هنا.. وكما نعلم فإن للسياسة تقلباتها وانحرافاتها الحادة. ومثلما أن الأزمة الحالية متصاعدة جدا فإن ذوبانها ممكن جدا في يوم وليلة إذا تدخلت السياسة بوجهها الآخر لاحتواء الأزمة فيعود السفراء ولا يعود المصريون لأعمالهم.
اليوم.. مواجهة كبري بين المنتخبين الشقيقين مصر وتونس. في سهرة كروية رمضانية باستاد رادس في تونس والذي يسع أكثر من 80 ألف مشجع.. وأتوقع من المنتخبين مباراة كبيرة وصعبة في بداية مشوار تصفيات بطولة الأمم الافريقية 2019 في الكاميرون.. ومعدلات الصعوبة في مباراة الليلة ان كلاً من المدربين هيكتور كوبر ونبيل معلول يعرف جيدا قدرات الفريق الآخر.. ونقاط القوة والضعف فيه وأيضا لأن المدربين ولاعبي الفريقين يعلمون المعادلة الصعبة في هذه التصفيات لأن أبطال المجموعات هم وحدهم الذين سيتأهلون للنهائيات وبالتالي فإن مباراة اليوم تمثل مفتاح التأهل عن المجموعة رغم أنها تأتي مبكرة جدا في بداية التصفيات.. وكان للمنتخبين ظهور جيد في بطولة الأمم الاخيرة بالجابون وكان المنتخب التونسي بمثابة الحصان الأسود. بينما كان المنتخب المصري هو المنافس الحقيقي علي اللقب. وخسره في النهائي أمام الكاميرون.. فهي مباراة كبيرة أتمني ان تنتهي علي خير.. وأن نعود بنقاطها الثلاث.