لفت نظري اعلان يقول "طلعت حرب راجع" وسرح خيالي... ماذا لو عاد فعلا طلعت حرب؟؟!! رأيي من الآخر.. في عبارة واحدة بعد أيام قليلة وربما ساعات سينتحر؟؟!! يريد أن يرجع وصورة مصر القديمة مازالت في ذهنه.. طلعت حرب سينزل تحت الأرض فوراً.. ولكن بدون رامز!!!
طلعت حرب انشأ استديو مصر.. وكل رجال الفن السابع للمصريين فرحوا وابتدأوا ينطلقون بحب ووطنية بعد ان كان أصحاب استديوهات أجنبية يتحكمون فيهم.. أعتبر أهل الفن ان أصبح لهم بيت.. وكان التصوير 24 ساعة حتي الفجر.. وكان معروفا أن الملك فاروق له ركن بعيد يشاهد منه تصوير بعض المشاهد... وكان يدعو المخرج وبعض الفنانين والفنانات لتناول العشاء مع طلوع شمس اليوم التالي في استراحة فاروق بحلوان علي النيل... كان استديو مصر يموج بالبشر طوال الليل والنهار.. وكانت استراحة فاروق مضاءة طول الليل في انتظار أي ضيوف.
***
طلعت حرب انشأ مصانع المحلة الكبري للنسيج والغزل ليضرب انجلترا ضربة قاسية.. انجلترا كانت تعتمد في اقتصادها علي أكبر مصانع نسيج في العالم كله وهي أحد أعمدة اقتصادها.. وهذا زاد من حماس طلعت حرب فانشأ مصانع كفر الدوار أيضا.. واحتكر صادرات عدة دول افريقية بل وأوروبية أيضا.. ثم فتح أكبر محل في مصر في شارع فؤاد الأول "26 يوليو" حيث توجد كل محلات البلد الكبري شيكوريل وباتا وغيرها من المحلات أجنبيه.. وكان اسم المحل "محلات بيع المصنوعات المصرية" علي ناصية ميدان الأوبرا وشارع فؤاد.. أضخم محل تحت فندق الكونتنتيال.. وخطف السوق من الأجانب.
وهنا اضطر طلعت حرب ان ينشئ بنك مصر... ما كان أكثر من البنوك الأجنبية في مصر.. خاصة البنوك الانجليزية.. ولكن مشروعاته الضخمة تحتاج لبنك كظهير اقتصادي قوي خلف كل هذه المشروعات.. ودعا طلعت حرب بنفسه المصريين بأن مصر أولي بودانعهم وتعاملاتهم.. تكلم طلعت حرب في الاذاعة وكتب في الصحف فاذا بالمصريين يسحبون ودائعهم من البنوك الانجليزية وغير الانجليزية.
وهنا انجلترا اعتبرت انها مستهدفة فعلا وبدأت انجلترا تحارب طلعت حرب سياسيا واقتصاديا.. وكان هذا واضحا في أكثر من فيلم ومسلسل فيما بعد.
***
لم يستسلم طلعت حرب لهذه الحرب واراد أن يوجه ضربة كبري للبلد المحتل.. كانت شركات التأمين علي الحياة في مصر هي فروع شركات انجلترا المختلفة الموجودة في لندن.. فأنشأ شركة مصر للتأمين لأول مرة في مصر ورأس مجلس ادارتها أحد أكبر خبراء التأمين في العالم أحمد باشا عنان الذي كان كل تعليمه في انجلترا.. واكتسحت الشركة المصرية الوليدة السوق وفتحت فروعا لها في الاسكندرية وبورسعيد.
***
نجح طلعت حرب في كل فروع الاقتصاد وكل فروع الحياة.. حتي قيل يوما اذا امسك حفنة تراب في يده.. بعد ثوان ستتحول إلي ذهب!! وقيل نفس الكلام علي أوناسيس أيضا الذي تمني يوما أن يتوزج جاكلين كنيدي وهي زوجة رئيس أكبر وأعظم بلد فقالوا له: بطل أحلام.. فاذا بزوجها يتم قتله وتتزوج اوناسيس!!
***
شئ واحد فقط تمناه طلعت حرب ولم يستطع ان يحققه.. كان يتمني ان يكون صاحب أكبر جريدة يومية في مصر.. حاول ولم يستطع.. وعاد إلي تحت الأرض.. بدون رامز!!!