الأهرام
محمد حبيب
سطور الحرية .. إرهاب الشقيق.. والأفكار الشيطانية
من المفارقات العجيبة، والتى تدخل إلى عالم صدق أو لا تصدق، ولا يمكن أن يستوعبها عقل بشرى، أن تتحول دولة صغيرة لا قيمة عالمية أو إقليمية لها، وليس لها دور سياسى أو تأثير علمى أو تاريخى أو ثقافى، ولا تملك أى تميز صناعى أو زراعى أو تكنولوجى، غير مورد طبيعى يتمثل فى البترول، أن تتحدى العالم بأفكار شيطانية، وتسقط بنفسها إلى قاع الإرهاب وتمويله.

وبدلا من أن تتحول بما يتدفق عليها من موارد مالية ضخمة، نتيجة تسويق البترول ومنتجاته، إلى دولة حقيقية محترمة تتكامل بعلاقات متميزة مع العالم وجيرانها، وبما يعود على شعبها بالنفع بمشاريع اقتصادية وثقافية وتعليمية تنموية، تغير وجه الحياة لمواطنيها، اتخذت طريقها ليسيطر عليها الجهل والحقد، وتتجه لإنفاقه على التخريب والقتل. أن يخرج علينا الرئيس الأمريكى ترامب، ليؤكد أن لقطر باعا طويلا وتاريخيا فى الإرهاب، فهى صدمة بكل المقاييس، وأن تنشر إحدى المجلات الإسرائيلية على غلافها الخارجى، صورة تؤكد تحتها أن العلاقات الإسرائيلية القطرية قوية وجيدة، ولا تمسها الجماعات الإرهابية بسوء طيلة السنوات الطويلة الماضية وحتى الآن، وأن تعترف المجموعات المنفذة للاعتداءات الإرهابية بعد القبض عليهم بالدور القطرى والتمويل، وغيرها من الأعمال العدوانية تجاه أشقائها العرب، يطرح العديد من علامات الاستفهام والتعجب. فى النهاية دولة صغيرة، أرادت أن تلعب دورا اقليميا وعالميا لا يتناسب مع حجمها، وتحالفت مع أطراف متناقضة، ودعمت جماعات إرهابية، فأصبحت فى مأزق، يصعب الخروج منه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف