الوفد
عباس الطرابيلى
أزمة قطر.. وحرب إقليمية قادمة
أخشى ما أخشاه، أن تتحول أزمة قطر الآن إلى حرب إقليمية.. ثم سرعان ما تتحول إلى حرب عالمية.. والسبب: البترول والغاز!!
ذلك أن قطر إحدى أهم ثلاث دول فى العالم منتجة ومصدرة للغاز الطبيعى فضلاً عن كونها من كبار منتجى ومصدرى زيت البترول.
والخطر يكمن فى الدول العظمى وهى المستوردة الأولى للغاز القطرى.. وقد ينتج عن قطع العلاقات العربية مع قطر الآن أن يتطور الأمر الى نوع من الحصار البحرى والبرى، وبالطبع الجوى الموجود حاليًا.. أى فى اللحظة التى تتعرض فيها صادرات قطر من الغاز والبترول لأى تعثر أو تهديد.. أن تطلب قطر ـ من أصدقائها وهم الآن إيران وتركيا ـ حماية خروج شحنات الغاز القطرى من حقول قطر.. إلى الدول المستهلكة غربية وشرقية حتى لا تنقطع عائدات تصديره للخارج.. ولا تتأثر الدول المستوردة له وتقوم عليها صناعاتها.
<< ولا أستبعد أن يتمادى حاكم قطر ومؤيدوه فى طهران وأنقرة فى طلب حماية دولية لناقلات الغاز.. والبترول القطرى.. وهنا تتدخل الدول الكبرى بدعوى ضمان تدفق إمدادات الغاز والبترول.. فى هذه المعركة الحالية وذلك سيكون أصلاً تدخلاً عسكريًا.. بحريًا فى المقام الأول.. وما يتبعه من تدخل عسكرى برى وجوى لضمان استمرار تدفقات هذا الغاز.. والدول المستهلكة هنا لن يهمها إلا وصول شحنات الغاز إليها حتى ولو اشتعلت كل قطر بالنار المحرقة.
<< وهنا أتذكر مخطط العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وكيف تضمن دفع إسرائيل لقواتها لتتقدم غربًا إلى قناة السويس.. ثم الإنذار البريطانى ـ الفرنسى المشترك إلى مصر وإسرائيل بسحب قواتهما بعيدًا عن قناة السويس.. بمسافة «10 كيلو مترات» لتضمن الدولتان ومن ثم باقى دول العالم استمرار فتح القناة أمام الملاحة العالمية.. فهل يمكن أن يتكرر نفس السيناريو فى قضية قطر الحالية؟! أنا لا أستبعد ذلك.
ليس فقط لأن قطر تأتى فى مقدمة الدول المصدرة للغاز.. ولكن أيضاً لكى تلتهب المنطقة بحرب إقليمية كبيرة لتصبح أكبر منطقة مستوردة للأسلحة فى العالم، تمامًا كما حدث فى أعقاب احتلال العراق للكويت وكانت هذه الحرب أيامها وسيلة لاستعادة الغرب لكل ما سبق أن دفعته لتحصل على البترول العربى!
<< ولاحظوا هنا أن الطرف الآخر فى الصراع الحالى هو السعودية وهى أكبر مصدر للبترول فى العالم.. والإمارات وهى من الدول الخمس الأولى المصدرة للغاز والبترول.. فضلاً عن الموقع الاستراتيجى للبحرين.. ولا تنسوا هنا أن دولة الكويت ـ رغم عدم قطع علاقتها مع قطر حتى الآن بسبب كونها تلعب دور الوسيط - لن تنسى جميل السعودية ودولة الإمارات خلال أزمة احتلال الكويت.. أى سوف تنضم الكويت لدول التعاون فى هذا الصراع.
<< أى نبحث عن البترول والغاز.. من جديد.. وعن مخطط رهيب لدول الغرب للاستيلاء على أموال البترول التى تمتلكها دول مجلس التعاون الخليجى الآن.
ولهذا يبقى السؤال: هل تتسبب قطر فى اشتعال حرب إقليمية أم تتحول الى حرب عالمية.. بحجة تأمين البترول والغاز بينما الهدف الأسمى هو أموال البترول من ناحية.. وتشغيل مصانع السلاح من ناحية أخرى؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف