الأهرام
سعاد طنطاوى
من حقى استفسر
حقا النجاح لا يوّلد الا النجاح هذا ما رأيته بعينى عندما وجه لى زميلى الصحفى الاستاذ إيهاب صبرة بجريدة الاخبار المسائى والمهتم بشئون الاشخاص ذوى الاعاقة ، الدعوة وإصراره بطريقته المقنعة المميزة التى تشعرك بأنك أهم الحضور فى احتفالية لجمعية "حقى " للاشخاص ذوى الاعاقة لتدشين مرصد الكترونى لتوعية الاشخاص ذوى الاعاقة بحقوقهم فى مجالى الحماية الاجتماعية والتوظيف .
الاحتفالية كانت على النيل وما ادراك ان تكون على النيل لحظة الغروب خاصة وانت صائم فالمنظر يلهيك عن تقريص البطون وكان الملفت فيها هو "أسامة طايع " ذلك الشاب الذى يقف بكل شموخ لاستقبال ضيوفه بصفته رئيسا للجمعية التى تنفذ مبادرة " من حقى استفسر" بالتعاون مع هيئة هانديكاب انترناشيونال مصر للحق فى الحماية الاجتماعية وهى واحدة من الفعاليات العديدة التى تنفذها الجمعية والتى إنبثق منها هذا المرصد .

أسامة لمن يراه لايشعر للوهلة الاولى اطلاقا أنه من الاشخاص ذوى الاعاقة البصرية ، فهو شاب يملؤه الحماس مهندم ، مثقف ، لبق يجيد التحدث ، معتز بنفسه ، صاحب رؤية ويسعى مع فريق عمل الجمعية التى يديرها الى انجاح ما يستهدفونه فى الدفاع عن حقوق ذوى الاعاقة وكان أخرها ذلك المرصد الالكترونى الذى تم تدشينه وسط لفيف من اعضاء البرلمان والصحفيين والاعلاميين واعضاء المجالس المحلية وعدد جم غفير من الاسخاص ذوى الاعاقة بانواعها المختلفة فى جو جميل ساده الحب والود بين الحضور تميزه ابتسامة جميلة ترسم الشفاة وتعلو الوجوه لم يقلل منها الا تأخر إحضار طعام الافطار بعد أذان المغرب حيث انصب جل تركيزهم على هذه اللحظة التى يسدون فيها الجوع
ولان المهنة بطبيعتها تحكم , فبمجرد ملء البطون استفرد الصحفيون والاعلاميون بأسامة طايع وجيهان فاروق مديرة مشروع "تغيير" بهيئة هانديكاب انترناشيونال مصر ، بقاعدة على النيل بعد الافطار على انغام الموسيقى للتعرف على المزيد من هذا المرصد الذى يلفت اسمه وحده الانتباه ، فلخصه طايع فى كلمتين وبس "حلقة وصل " من خلال لينك haky.dpo@gmail.com ، أو الموقع www.haky.org أو تليفون 01145711121 ، تقوم بها الجمعية بين الاشخاص ذوى الاعاقة الذى يعرضون مشكلاتهم فى هذا المرصد و كيفية الحصول على حقوقهم فى الحماية الاجتماعية على الادارة المختصة بذلك فى وزارة التضامن الاجتماعى بغرض حل المشكلة وهى خطوة أولى على الطريق سوف تؤدى ان شاء الله الى نجاح أخر قادم .

والحقيقة أن الحماس الذى يعترى طايع يجعلنا متفائلين فى ان هناك من الاشخاص ذوى الاعاقة الذين يتراوح عددهم ما بين 12 ألفا و14 ألفا فى ظل عدم وجود قاعدة بيانات لهم من الممكن ان يحصلوا على كثير من حقوقهم التى أما أن يجهلونها فتكون الجمعية هنا بمثابة المرشد أو لايعرفوا الحصول عليها فتكون لهم عونا ودليلا .

الخطوة موفقه بإذن الله واعتقد أنها ستنجح فى ظل حالة الاستنفار الوعى للاشخاص ذوى الاعاقة التى تقوم بها مؤسسات المجتمع المدنى والتى تلقى قبولا واستحسانا خاصة بعد اعلان الرئيس السيسى أن عام 2018 عام الاشخاص ذوى الاعاقة
و أقر وأعترف من خلال التعرف على الاشخاص ذوى الاعاقة ، أننا نحن الصحفيون والاعلاميون نسيىء اليهم ونؤذى مشاعرهم بحماقة ما نكتبه عن وصفهم بالمعاقين أو حتى ذوى الاحتياجات الخاصة أو العجزة أو أصحاب العاهات أو قولنا الصم والبكم والاطرش والاخرس والاعمى والضرير والعاجز والمشلول والمكسح والمتخلف عقليا والمجنون والمعتوه وغيرها من الاوصاف التى لايتقبلونها ويرضوا بغيرها بديلا نصت عليه الاتفاقية الدولية للاشخاص ذوى الاعاقة ، ومن هنا من حقى استفسر لماذا لا تقوم كل مؤسسات المجتمع المدنى العاملة فى مجال الاشخاص ذوى الاعاقة بتنظيم دورات تدريبة لتوعية الصحفيين بها حتى لا تتصدر عناوين صحفهم بهذه الاخطاء التى تؤذى مشاعر الاشخا ص ذوى الاعاقة وكذلك الاعلامين المنتشرين فى القنوات الفضائية والعاملين بالمواقع الالكترونية فقد سبق ونظمتها جمعية "حقى " منذ فترة قليلة بالتعاون مع هانديكاب انتر ناشيونال مصر وكانت مثمرة للغاية وأخير ما بنى على حق فهو حق فربما تساهم جهود مثل هذه الجمعيات فى وضع المسئولين أمام مسؤولياتهم لمراجعة حالة حقوق ألاشخاص ذوى الاعاقة والقضاء على اشكال التمييز كافة وتحقيق المساواة فى الوصول الى الخدمات للجميع
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف