اخبار الرياضة
فتحى سند
أرجوك لا تغضب .. أخطر من الإرهاد والفساد
> الحرب علي الإرهاب بدأت ولن تتوقف إلا بعد تطهير أرض الكنانة ممن حاولوا تدنيسها بأساليبهم القذرة المكشوفة للجميع.. وبإذن الله سيتم القضاء عليهم وعلي من يمولهم.
والحرب علي الفساد بدأت، ومظاهر نتائجها تبدو واضحة بين الحين والآخر، ولكن لا يخفي علي أحد أن القضاء علي الفساد قد يحتاج وقتا أطول، لأن هناك دائما من يحميه.. ومن ثم الأمر يتطلب بشراسة أكثر.. والشراسة موجودة.
الإرهاب .. والفساد.. ليس هما الخطر الذي يهدد أهل المحروسة.. وكلاهما توضع له في الوقت الحالي استراتيجيات وخطط وبرامج للقضاء عليه تماما. وحتما سيأتي وقت يتم فيه الاعلان أن مصر خالية من الإرهاب، وأنها تقدمت حسب التصنيفات العالمية إلي الدول المتقدمة في التصدي للإرهاب.
وما هو أخطر من الإرهاب والفساد، ما يدخل به المتآمرون علي البلد من بوابات أخري مثل استخدام أدوات القوة الناعمة كالإعلام والبرامج والمسلسلات لإصابة المجتمع في نسيجه وفكره ووجدانه، بهدف تخريبه بقتل الذوق والاحترام.. وبعدما يتم تشويه الشخصية، يصبح النفاذ إليها سهلا بأي ثقافات وأيديولوجيات مدمرة.
والمحزن.. أن شهر رمضان أصبح النافذة الواسعة المخربة للذوق الفني، لأن الأعمال التي يتم عرضها علي كل هذه الشاشات والفضائيات معظمها »هايف وسطحي»‬ ولا هدف منه علي الاطلاق، بل أنها تدعو إلي البلطجة والجريمة والدعوة للجليطة وقلة الأدب، وإذا كانت هناك مساحات كوميدية، فهي للأسف سخيفة، ولا يعتمد علي الموقف الذي يحرك المشاعر، وإنما يميل إلي »‬الافيه».. التعبان.
ماذا استفاد المواطن أو المشاهد من هذا الكم الرهيب من المسلسلات والذي لا يمكن أن يحقق مكاسب لحضرات المسئولين في القنوات لأن السوق الاعلاني »‬خربان»، ولا يمكن أن يغطي تكاليف باهظة لمسلسل مثل عفاريت عم علام.
وبالمناسبة.. ما هذه الموضة التي جاءت بأكثر من مسلسل يتحدث عن العفاريت والجن والخزعبلات.. إلي هذه الدرجة جفت الأقلام عن كتابة محترمة.
إذا كانت الدولة قد أخذت علي عاتقها أن تحارب الإرهاب والفساد.. فأنه ينبغي لها أن تتدخل لأن صناعة البني آدم مهددة بدراما مخربة للعقول.. أو علي الأقل لا هدف منها.
وعندما تصنع الدولة من أسس رقابة حقيقية علي المصنفات الفنية، تفرز بين المحترم الذي يضيف وبين »‬الهايف» الذي يبحث عن مكسب رخيص.. عندما تأخذ الدولة هذه الخطوة عليها أن تلغي من القاموس كلمة ابداع التي يتشدق بها هؤلاء المجرمين المخربين الذين يريدون أن يفوزوا بالملايين علي طريق »‬ هز الوسط» مع شوية رقص، ومجموعة من الايحاءات والايماءات الجنسية التي تخاطب المراهقين.
هذه مأساة فعلا.. أن يتم تخريب ذوق المواطن تحت عنوان الإبداع.. وهو ليس بإبداع.. وحتي لو كان هذا ابداعاً.. يبقي »‬طظ» في الفن الذي يلغي العقل، ويدفع من يشاهده أو يتابعه إلي الهاوية.
نعم.. من يفقد الذوق، لن يكون قادرا علي التميز.. »‬أهبلَ»
.. أسف.. نسيت أتكلم في الرياضة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف