المساء
السيد العزاوى
أهل الإيمان
بكل نفس راضية نتابع سيرة رجل من أهل الإيمان السابقين ومن الذين تربوا في مدرسة سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - منذ صغره. نمضي معه في رحلته الحياتية ونعيش أوقاتا سعيدة مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. لقد كان قويا في كل مواقفه يخوض المعارك غير هياب ودون خوف من أي خصم من الخصوم مهما تكن قوته ففي غزوة أحد كان له بطولات في لقائه مع الأعداء من المشركين.. يقول سعيد بن المسيب: إن الإمام علي بن أبي طالب خرج من غزوة أحد وقد أصابه ست عشرة ضربة كل ضربة تلزمه الأرض فما كان يرفعه إلا جبريل عليه السلام. مما يؤكد أن علي بن أبي طالب كان صلبا في موقفه. يصول ويجول ويتلقي الضربات بثبات وقوة لم ترهبه الإصابات ولم تفتر عزيمته. وكان يضرب بقوة وصلابة وقد كان الأعداء يهابون مواجهته ويبتعدون عن طريقه فلا غوو فهو الذي كان جبريل أمين وحي السماء عليه السلام يرفعه من الأرض بعد الإصابة الشديدة التي كان يتلقاها من المشركين الذين كانوا يترصدونه ويتابعون كل تحركاته في ساحة المعارك.
علي بن أبي طالب كان يحمل راية رسول الله صلي الله عليه وسلم حين كان ينشب القتال بينما كان سعد بن عبادة يحمل راية رسول الله صلي الله عليه وسلم في المواطن كلها قبل أن تبدأ عمليات الكر والفر بين قوي الإيمان وأهل الشر وعن صولات هذا الفتي القوي ومتابعة الخصوم له يقول أسيد ابن أبي أناس بن زنيم كان يحرص مشركو قريش علي قتله ويعيرهم علي عدم ملاحقته لأن علي بن أبي طالب كان عنيدا في قتالهم. وعن هذه البطولات تحدث الشعراء ومما قاله أحد الشعراء:
أفناهم قصعا وضربا يغتري
بالسيف يعمل حده لم يصفح
وعن بطولات عليّ في يوم أحد ومواقفه يقول عكرمة إن عليا عندما شاهد الناس قد تخلو عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: نظرت في القتلي فلم أر رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقلت والله ما كان ليفر وما أراه في القتلي. ولكن الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه فما في خير من أن أقاتل حتي أقتل فكسرت جفن سيفي ثم حملت علي القوم وطالب القوم بأن يفسحوا له المكان لكي يتمكن من رؤية رسول الله صلي الله عليه وسلم والاطمئنان عليه وفي هذه اللحظات رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم بين الصحابة. وقد كان للنبي صلي الله عليه وسلم موقف يوم يجدر بنا أن نتعرف طالما تطرقنا إلي أحداث يوم أحد. وقد تجلي موقف رسول الله - صلي الله عليه وسلم حين بدت الهزيمة تطل برأسها وتراجع المسلمون وأشيع أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قد قتل بعد أن أصيب وترددت أقاويل عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لكنه بكل ثبات تصدي لهذه الشائعات وقال علي رءوس الأشهاد كلمات سجلها التاريخ بحروف من نور قال صلي الله عليه وسلم "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب" والكل يعرف أصالة وقوة آل عبدالمطلب وصلابتهم في المعارك ولا يمكن أن يهرب الرسول أو يخشي هؤلاء الأعداء من المشركين وإنما يتصدي لهم بكل قوة وصلابة.. هذه الكلمات نزلت كالصاعقة علي رءوس هؤلاء المشركين ودفع في نفس الوقت الأمن والطمأنينة في قلوب المسلمين المقاتلين ويستمرون في مواقفهم وتصديهم لقوي الشر والغدر. وتلك هي مهمة القائد وسط جنوده. شجاعة وتصدي للشائعات وثبات وقوة دون خلف أو تراجع أمام مزاعم الأعداء من المشركين.
في نفس يوم أحد عندما سمع عليّ بن أبي طالب عن هذه الكلمات والموقف الرائع من سيد الخلق - صلي الله عليه وسلم - ازداد أمنا وطمأنينة. وظل بجوار رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يتعلم ويغترف من معلومات ومواقف الرسول كل ما يفيده في حياته ويكسبه المزيد من البطولة والشجاعة. وغدا بإذن الله نستكمل الحديث عن الإمام عليّ بن أبي طالب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف