الوفد
علاء عريبى
رؤى .. في أشكال متعددة
الثابت من النصوص الدينية التى وصلتنا: التوراة والقرآن الكريم، أن حامل الوحى (جبرائيل) كان ينزل فى أشكال متعددة، فى صورة إنسان، وفى صور عمود نار، وغيرها، والثابت كذلك من خلال النصوص أن بعض الوحى سمعه غير الأنبياء.
فقد ذكر البخارى عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أن الحارث بن هشام رضي الله عنه، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً.
روى النسائي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن جبريل عليه السلام كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه.
ذكر(مسند أبى يعلى الموصلى) على لسان أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث رجلا، فلما قام، قال: يا أم سلمة، من هذا؟، فقلت: دحية الكلبي، فلم أعلم أنه جبريل حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه ما كان بيننا.
تشير النصوص التوراتية إلى ظهور حامل الوحى علانية، كما تشير إلى تلقى الموحى إليه وحيه مع آخرين، وهذا يوضحه النص الذى يجمع إبراهيم وملائكة عند بلوطات ممراً: «وقت اشتداد حر النهار، فرفع (إبراهيم) عينيه، وإذا به يرى ثلاثة رجال ماثلين لديه، فأسرع لاستقبالهم من باب الخيمة.. ثم سألوه: أين زوجتك، فأجاب: هاهى فى الخيمة، فقال (الإله): إنى أرجع إليك فى مثل هذا الوقت من السنة القادمة، فتكون سارة آنئذ قد ولدت لك ابناً، وكانت سارة وراءه عند باب الخيمة، فسمعت حديثه.. فضحكت سارة فى نفسها قائلة: أبعد أن فنى عمرى، وأصبح زوجى شيخاً يكون لى هذا التنعم، فقال الرب لإبراهيم: لماذا ضحكت سارة قائلة: أحقاً ألد ابناً، وقد بلغت سن الشيخوخة؟!، أيتعذر على الرب شيىء؟.. فخافت سارة وأنكرت قائلة: لم أضحك، فقال (الإله): بل ضحكت، ثم نهض الرجال وتطلعوا نحو سدوم، فمشى إبراهيم معهم ليودعهم، فقال الرب: أأكتم على إبراهيم ما أنا فاعله.. تك 18: 1.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف