الجمهورية
سعيد عبدالسلام
الفيزيا وتونس أبكوا الجميع!
** مش عارف بس نلاحقها منين ولا منين؟.. من بكي الطلاب ودموع الطالبات بسبب "فيزيا" الثانوية العامة وحسرة الأهالي علي السهر والدروس ووجع قلب أولادهم.
** ولا نبكي علي منتخب كوبر اللي ظهر بمستوي متواضع أمام تونس واكتفي بهدف وحيد في مرمي إكرامي كان من الممكن أن يتحول إلي مهرجان من الأهداف لولا العارضة مرتين وإكرامي مثلهما!
** ولا نبكي علي البرلمان وعودة تبادل الاتهامات بالخيانة وعدم الوطنية وادعاء كل جبهة بأنها علي حق في قضية تيران وصنافير وانتمائها الجغرافي.. ونسي الجميع أن الأهم في ذلك أن تكون هذه الجزر شوكة في حلق إسرائيل.
** عموماً لن نبكي ولكن سنتضرع إلي الله في هذه الأيام الطيبة المباركة من عمر هذا الشهر الكريم.. شهر الصوم والغفران.. أن يحفظ مصر وأهلها ويصون أمتنا الإسلامية والعربية.
** نعود إلي منتخبنا القومي لنذكر كوبر وكتيبته بأن هناك فارقاً كبيراً بين تصدرك للمجموعة الخامسة المؤهلة لكأس العالم وبالعلامة الكاملة.. وبين تذيلك للمجموعة العاشرة المؤهلة لأمم أفريقيا بعد تصدر تونس للمجموعة بثلاث نقاط وتقاسم المركزين الثاني والثالث بين النيجر وسوازيلاند بعد تعادلهما معاً سلبياً.
** وشخصياً أري أنه رب ضارة نافعة.. فخسارة المنتخب أمام تونس قد تكون بمثابة الضربة التي بسببها يستيقظ الجميع قبل الدخول في سبات عميق ونحن علي مقربة من مواجهة أوغندا في أهم محطة في تصفيات كأس العالم والتي أراها مفتاح الوصول إلي روسيا .2018
** فالمنتخب في حاجة ماسة إلي حل بعض الأمور الفنية والخططية حتي يبتعد عن الأداء الباهت والشخصية الممسوخة التي ظهر عليها أمام تونس لأن الأمر لا يحتمل هذا المنظر أبداً خلال الجولات الأربع المتبقية في تصفيات المونديال.
** فالطريقة التي يلعب بها المدرب الأرجنتيني كوبر والتي تعتمد علي أربعة مدافعين تحتاج إلي ظهيرين متوسط عمرهما 26 سنة وليس 32 كما هو الحال بالنسبة لأحمد فتحي ومحمد عبدالشافي.
** لأن أدوارهما تحتاج إلي لياقة بدنية عالية وسرعة تلبية وردود فعل سريعة خاصة في التغطية والتحول سواء للدفاع أو للهجوم علاوة علي قوة الانقضاض والالتحام وغير ذلك.
** الأمر الآخر يتعلق بخط الوسط الذي يؤدي أفراده خاصة لاعبي الارتكاز طارق حامد والنني بأسلوب رتيب وتقليدي يعتمد علي قلة الحركة والبطء الشديد وعدم اتخاذ أي مبادرة للمساهمة في بناء هجمة جماعية شاملة.
** ناهيك عن تمسكهم بالدور الدفاعي علي حساب مساندة الجانب الهجومي.. فيفقد المنتخب كثافة عددية ومناورات أكثر عند اللجوء إلي مهاجمة المنافس ويمنحه الفرصة لإجهاض كل المحاولات الهجومية.
** الأمر الآخر والمهم والذي يتعلق بالجانب الهجومي نجد منتخبنا القومي فيه ينقسم إلي شقين.. الأول من يعتمد علي الهجمات الفردية وتحميل محمد صلاح فوق طاقته أو بإحراز هدف من ضربة حرة مباشرة مثلما حدث في أمم أفريقيا الأخيرة.. لكن يبقي الأمر الذي لايزال يقلقنا ولم يجد له أي مدرب حلاً وهو الذي يتعلق بإضاعة الفرص السهلة خاصة في الأوقات والمواقف الحاسمة!!
** الأمر الأخير في هذا الجانب قد يصيبنا بالجنون.. لأن المنتخب حاله حال أغلب مؤسساتنا.. يعتمد علي رد الفعل وليس الفعل أو المبادأة والخطوات الاستباقية!! فكان لابد أن يهز المنتخب التونسي شباكنا حتي نبدأ رحلة البحث عن الذات ونلعب تحت ضغوط شديدة تزيد من إرهاق الجميع.. وبالطبع قد لا تجد ضالتك في أحيان كثيرة مثلما حدث أول أمس في رادس!!
والله من وراء القصد
** في النهاية أقول.. إن الخسارة أمام تونس لم أجد لها أي مبرر لأن الفريق خاض اللقاء مكتملاً إلي حد بعيد وأيضاً الجميع وصل إلي أعلي معدلات اللياقة البدنية والفنية كوننا في نهاية الموسم.
** عموماً كلي ثقة في رجال مصر أعضاء المنتخب القومي والجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر بأنهم سيفعلون أقصي ما لديهم حتي ينطلق المصريون في فرحة جديدة عارمة غابت عنا منذ التأهل لكأس العالم بإيطاليا عام ..1990 فلا مكان للألم أو الحسرة أو حتي الدموع
والله من وراء القصد
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف