عبد الرحمن فهمى
تونس.. وكوبري الملك فاروق
بالتخصص.. أو قل حصرياً.. أو أي مصطلح من هذه المصطلحات باللغة العربية وفي غير اللغة العربية.. دائماً أبداً تونس تفوز علي مصر في كرة القدم بالذات.. وعلي مر الأجيال.. منذ جيل صالح سليم الذي انتهي بدري بسبب نكسة ..1967 حتي الجيل الذهبي الذي كان يفوز ببطولة الدوري العام دون هزيمة بل دون هدف في مرماه.. إلا هدف واحد "دلع" في دمياط!!! حتي في تصفيات كأس العالم في المباراة النهائية.. من يفوز في مجموع المباراتين يسافر فوراً.. وفي مباراة لا تنسي غني فيها محمد نوح "يا ولد شدي حيلك يا بلد" بالميكرفونات طوال المباراةفزنا بهدف طاهر أبوزيد الصاروخ من ضربة حرة مباشرة في آخر دقيقة من المباراة.. وفي لقاء العودة رغم أنها كانت نعم علي أرض تونس ولكن ما فوق الأرض كان المصريون.. باخرة مليئة بالجمهور سافرت إلي أرض الملعب رأساً.. رغم ذلك انهزمنا بأربعة أهداف رغم تقدمنا بهدف "4/1" وأطلقوا علي مصطفي يونس لقب مصطفي تونس!!!
لكن هذا لا يعني إحباطاً ويأساً وتأثيراً سيئاً للروح المعنوية.. لا أدري متي مباراة العودة بالقاهرة.. لذلك هذا الإحباط واليأس يمكن أن يتحول إلي عناد وإصرار وعزيمة وتحد لهذا الجيل الجديد.. ما لم يحققه الكبار سنوات طويلة جداً نحن كفيلون به.. عندنا هذا فوق أكثر من المدافعين.. مهاجمونا أصحاب أرقام قياسية عالمية.. وبشيء من الشحن المعنوي ممكن أن نرد هزيمة "1/4" إلي فوز بنفس الرقم.. خاصة أن التصفيات تأخذ عند تساوي النقاط تأخذ بنسبة الأهداف.
***
محمد حبيب.. خير مدرب كرة سلة في تاريخ مصر.. كان ثاني العالم دائماً لتعمد فريق أمريكا كسر لاعبينا.. ثم فاز مرة واحدة بكأس العالم حينما أقيمت بطولة العالم في مصر وحضر النهائي الملك فاروق.. محمد حبيب كانوا يسمونه "حبو المعنوي".. فقد كان يعتمد علي الشحن المعنوي قبل كل مباراة.. وكان يقول لنا إنه تعلم هذا في أمريكا.
***
لفت نظري موضوع صحفي في صحف أمس عنوانه "افتتاح كوبري الملك فاروق في المنيا" وأقرأ الخبر فأجد أنه كوبري غير عادي.. كوبري يعتبر شريان الحياة في المنيا يربط شرق المدينة بغربها فروع الكوبري تنزل في وسط المدينة وفرع آخر يصل إلي الطريق الزراعي الرئيسي.. أنشئ هذا الكوبري منذ 90 عاماً.. لذا كان يحتاج لإصلاح وتجديدات بتكاليف 13 مليوناً.
سر اهتمامي بالخبر أن الكوبري لازال يحمل اسم الملك فاروق.. وهذا ما كان يجب أن يكون في مواقع أخري كثيرة.. في السودان بني الملك فاروق أكبر وأجمل مسجد في البلد كلها.. حينما كنا نسافر مع فرق الكرة كانت لافتة الملك فاروق الضخمة في صدر الباب الرئيسي للمسجد.. مثلاً تغيير اسم شارع إبراهيم باشا باسم "الجمهورية"!! رغم وجود تمثال إبراهيم باشا.. وهو قائد الجيش الذي غزا كل بلاد الشام حتي وصل إلي القسطنطينية.. وأدخل الذعر في قلوب أوروبا ووقعوا مع والده محمد علي الكبير الاتفاقية.. كيف ولماذا لا يخلد اسمه بوضعه علي شارع هام.. مثلاً.. مثلاً..
علي العموم يجب أن نفكر من الآن في اختيار أسماء الشوارع والميادين في العاصمة الجديدة.. وأيضاً نفكر في إنشاء حديقة الخالدين من أجل التاريخ.