جريدة روزاليوسف
وليد طوغان
مكايدة الجزيرتين!
لو صعب إنكار خطأ البرلمان فى مناقشة قضية الجزيرتين قبل فصل الدستورية، صعب أيضا إنكار تحول القضية لأعلى نماذج المكايدة السياسة. القضية قلبت على «كعب أخيلس» كما فى الأسطورة اليونانية. حصان طروادة الذى دخل منه الأعداء والتجار والنخاسون، والمرابون وبائعو الأوطان الى الوطن، ليصلبوا أهله، ويصطادوا فى مياه عكرة، أعلى درجات المتاجرة السياسية، والمزايدة بالوطنية، فرصة أخيرة وحيدة للتعريض بالنظام، ونكاية فيه. مهما كان رايك فى موضوع الجزيرتين، لا تصدق خالد على ولا حمدين صباحى، لا تصدق رؤوس أحزاب بير سلم، خبوا شبابًا فالت فى مقارهم، وسهلوا طلوعهم الأسطح بالمولوتوف وكرات النار، الذين نصبوا سيرك الوطنية الآن، هم الذين سبق وقبضوا على عساكر الشرطة، وحاكموهم فى الميدان، وسحلوهم، وهم الذين قذفوا رجال الجيش بالحجارة والطماطم عند ماسبيرو. مهما كان رأيك، لن تنكر دخول المسألة مرحلة « الشو» والاسترزاق الممنهج، ادخلنا الثوريين والناصريين والاشتراكيين مرحلة «الشقلبظانات»، خالد على نصب سيركًا، وحمدين صباحى وجد أكسير حياة أخيرًا، بعد نفور جماهيرى لم يستوعبه للآن. من يصدق أن خالد على مناضل الجريون اشد وطنية، من مدير سابق للمخابرات الحربية، مات زملاؤه على الأرض، دفاعا عنها؟ من يصدق أن صباحى أشد وطنية، من قادة وضباط، ورؤساء أفرع وقادة جيوش، ورجال دولة، وأجهزة سيادية يموت منهم كل يوم عشرات دفاعا عن الارض، بينما صباحى يتداول كلاما مزوقا عن حب الأوطان، بغرف حزب الكرامة فى الدفايات شتاء والمكيفات صيفا؟ خيّب الله الناصريين فى الأرض، لعن الله الحقوقيين «السكارتة»، السكارتة جمع «سكروت»، لفظ دارج يعنى تاجر مبادئ، وسمسار أوطان، وقبارى ومتمول خارجى، استعان البرلمان بمتخصصين للفصل فى المسألة، لا آراء المتخصصين بيع للوطن، ولا تفريط فى تراب، الذين يبيعون الوطن هم الذين استغلوا القصة لإشعال الشارع، ومحاولة استعادة شعبية «ثورة» وأدها الزمن. من ذا الذى يصدق حمدين صباحى ويخون قادة الجيش؟ من ذا الذى يخّون مؤسسات الدولة، ويقصر حيازة الوطنية على خالد على وأحزاب الكرامة والدستور، والتحالف الشعبى الاشتراكى، والمصرى الديمقراطى؟ لا تصدق إلا أن الذين حولوا الخلاف من قانونى فقهى إلى «غاغة» صدروها للشارع ليست نياتهم خالصة لوجه الله، سبق وفعلوها من قبل على عتبات يناير، تأليبا للشارع،. وتفجيرًا الدولة. صحيح جانب مجلس النواب فطنة المواءمة السياسية انتظارا لفصل الدستورية، لكن هذا لا ينفى أن حسم جنسية الجزيرين لا من اختصاصى، ولا من اختصاصك ولا من اختصاص خالد على. خالد على ليس أولى بالثقة من مؤسسات الدولة، حمدين صباحى ليس أحرص على الدولة من الدولة، لكن تقول أى،. كثر شياطين اللعب على الحبال طلبا للمنافع ومزيدا من الشو، إثارة الانقسامات وتفجير البلبلة الاجتماعية وسيلة معتادة معروفة، سبق اختبارها، ثم تبين تناقضها مع ما يدعّون أنهم يدعون إليه. «سيرك الرافضين» ليس موقفا وطنيا، ولا دياولوا، تحركات بقايا مدمنى النشاط والثورة ليست إلا كيدا للنظام والرئيس، طيب، ما الذى فعله النظام والرئيس؟ هل النظام هو المسئول عن سقوط «النُخبة فى الشارع»؟ هل الرئيس هو السبب فى الأصوات الـ 750 ألفًا لصباحى فى الانتخابات الرئاسية؟ أى عين فاجرة تراوغ بشعارات الدم مقابل ولو ذرة من تراب البلد، بينما هم الذين سبق وعرضوا البلد كله للبيع؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف