الأخبار
جلال دويدار
خواطر .. «يبقي الحال علي ما هو عليه» ..لإجهاض فتنة الجزيرتين
فيما يتعلق بأزمة جزيرتي تيران وصنافير فإنه ليس من تعليق علي تحولها لفتنة سياسية سوي أنها أصبحت »سبوبة»‬ للتناحر والانقسام الذي لا يخدم المصالح الوطنية أو القومية. ما يدور بشأن هذه القضية وبعد انتقالها إلي مجلس النواب باعتباره الساحة الطبيعية للمناقشة والبحث والبت.. سيتواصل تناولها في جو مشجون بالتوتر محوره حكم القضاء الإداري بمصرية الجزيرتين. القضية وأهميتها أتاحت للخبراء العالميين وغير العالميين أن يدلي كل واحد بدلوه في صور متعارضة زادت من تعقيد الموقف.
ليس من وسيلة لحسم هذا الأمر بعيدا عن أي عواطف تساهم في تأجيجها نزعات سياسية متعارضة سوي الاتفاق والتوافق علي ضرورة وحتمية ما تقضي به الوثائق والمعاهدات الدولية التي تنظم هذه الأمور. لابد أن يوضع في الاعتبار في نفس الوقت ما بين الشعبين المصري والسعودي من روابط تاريخية وعرقية عنوانهما المصير الواحد وهي علاقة يتحتم مراعاتها.
علي هذا الأساس وحفاظا علي المصالح الوطنية والقومية فإن علي جميع الأطراف العمل بمسئولية علي تجنب عملية تصعيد الخلافات والصراعات بين أوساط الرأي العام.. عليهم التحلي بالهدوء والموضوعية والعقلانية وألا تكون الأزمة المختلقة محل مزايدات من أي نوع وفي أي اتجاه. لا يجب بأي حال أن يتحول الأمر إلي رغبة في السعي إلي مكاسب أو تصفية حسابات أو لتعويض خسائر سياسية. مطلوب اتقاء الله وتحكيم العقل والمنطق والقبول بمضمون المستندات والشهادات الموثقة الواضحة والجلية حول تبعية الجزيرتين.
بالطبع وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالتوتر والعصبية فإنه ليس هناك ما يقال سوي ترديد العبارة الشائعة في مثل هذه الظروف »‬لعن الله الفتنة ومن أيقظها». ليس خافيا سوء الاختيار وعدم الملاءمة بشأن توقيت فتح هذا الملف من جانب الاطراف المعنية في مصر والسعودية.. اصبح مطلوبا وضروريا أن يكون هناك تحرك فاعل من أجل وأد هذه الفتنة بما يحفظ للعلاقات المصرية السعودية قدسيتها.في اعتقادي وفي اقتراح قد يكن صائبا أو غير صائب.. فإنني أدعو الطرفين السعودي والمصري إلي تبني مبادرة جوهرها تعليق القضية والاتفاق علي أن »‬يبقي الحال علي ما هو عليه» لفترة حتي تهدأ الأمور وتصبح الساحة مهيأة لحسم الأمر بما يتفق مع الوثائق والعلاقة الأخوية المصيرية بين البلدين. من المؤكد أن التوصل إلي هذه الصيغة سوف يعود إلي تقدير وحكمة وقبول القادة السعوديين. مثل هذه الخطوة ستؤدي إلي قطع الطريق علي نزعات الشر المتربصة بكل ما هو في صالح أمن واستقرار أمتنا العربية والإسلامية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف