الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. أين قانون التأمين الصحي؟!
عزيزي القارئ.. هل ذاكرتك قوية؟.. هل تذكر حكاية اسمها "قانون التأمين الصحي العام"؟؟..
منذ حوالي ستة أشهر أو أكثر.. اجتمع مجلس الوزراء وقرر ادخال نظام التأمين الصحي الأوروبي بل وفي كل أنحاء العالم الآن ادخاله مصر.. وشكل المجلس لجنة تضم خمسة وزراء لدراسة الموضوع.. ومنذ هذا التاريخ والصحف وكل وسائل الاعلام تنشر أخبار اللجنة وخطوات الموضوع.. اللجنة بوزرائها الخمس تجتمع لوضع خطة العمل.. اللجنة تجتمع لوضع تصور عام للموضوع.. اللجنة تضع نقاط القانون.. اللجنة تراجع مشروع القانون.. اللجنة تقوم بتغيير بعض البنود.. اللجنة احالت المشروع لمجلس الوزراء.. مجلس الوزراء ارسل المشروع إلي مجلس الدولة.. مجلس الدولة له ملاحظات.. رجع المشروع إلي مجلس الوزراء.. المشروع الآن أمام مجلس الدولة للمرة الثانية.. لجان مجلس النواب تريد مناقشة المشروع.. اكثر من لجنة تناقش المشروع.
وهكذا كل يوم.. الصحف وكل وسائل الاعلام تتابع حلم العلاج المجاني علي أعلي مستوي مثل كل بلاد العالم النامية والنايمة وما تحت صفر!! ثم نفاجأ بصفحة كاملة في الاهرام.. حديث لوزير المالية وليس الصحة عن المشروع وأنه تحت دراسة ولا خوف ماديا منه في ظل "الحساب الاكتواري"!!.. ونسيت أن أقول إن حكاية الحساب الاكتواري أخذت الكثير من الكلام في كل وسائل الاعلام.. وهو علاج من لم يشملهم القانون ولم يدفعوا شيئا.
ثم يظهر وزير الصحة أخيرا ليقول إن القانون سيطبق في محافظة السويس فقط كتجربة.. ثم رئيس الوزراء يعقب علي كلام الوزير بأنه يفضل أن تشمل التجربة المحافظات الثلاثة السويس والإسماعيلية وبورسعيد!!!
ثم يعلن رئيس الوزراء ان القانون سيتم توقيعه بعد ايام ويبدأ التطبيق.
"............"
كان هذا كله منذ ستة أشهر أو أكثر!!!
تري ماذا حدث؟؟..
هل لم تمر الأيام ولم يتم التوقيع!!!
هل الكرة الأرضية توقفت؟!
سبق أن كتبت في هذا المكان ان التأمين الصحي في كل دول العالم موضوع بعيد تماما عن الحكومة.. وحينما نشر حديث وزير المالية الذي قال فيه إن الدولة مستعدة للمشروع ماديا.. كتبت للمرة العاشرة ان الموضوع تجاري اقتصادي تتولاه شركات تأمين عالمية معروفة.. الشركات تكسب والناس فرحون بالعلاج المجاني علي اعلي مستوي بأقصي سرعة!!!
وسبق أن اللجنة الوزارية في بداية عملها ارسلت وفدا إلي بعض دول أوروبا لتدرس التأمين الصحي.. وكيف تدار العملية بعيدا تماما عن الحكومة!!! ولكن تقول لمين؟!!...
".............."
قولوا لي: بدلا من كل هذا.. ألم يكن خيرا للحكومة وللبلد وللناس أن نطبق مشروع الدكتور محمود محفوظ الذي كان سيوقعه أنور السادات ليلة مقتله؟!..
أيضا العناد في التعليم.. طه حسين وضع مشروعا رائعا.. مزقوه ورفضوا تطبيقه فضاع التعليم وضعنا معه.. عشرات الوزراء والاجتماعات والتجارب والافكار.. واستمر التعليم في الهبوط.. لماذا العناد؟!
كان السادات يتمني في ليلة عيده 6 أكتوبر أن يعلن عن العلاج المجاني علي أعلي مستوي.. وسنأكل من عمل إيدينا مشروع الصالحية لحسين عنان والتعليم الحقيقي علي يد طه حسين.. فقتلوه في اللحظة المناسبة وجاء من يهدم كل شيء.. حتي مدينة السادات.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف