الكورة والملاعب
شوقى حامد
عقلانيات .. اختبار صعب
واكبت المباراة التي جمعت بين منتخبي تونس ومصر في مستهل التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية تصريحات غير موفقة من الأرجنتيني كوبر المدير الفني ورفاقه من أعضاء الجهاز المعاون.. ولعل تلك التصريحات هي التي نثرت حالة من عدم التفاؤل بين الجماهير الرياضية المخلصة وعمقت الشعور بعدم الاطمئنان سواء عن العرض أو النتيجة.. فقد خرج علينا "الهر" كوبر صبيحة بدء المعسكر النهائي قائلاً إنه سيركز في دراسة ما توفر له من مباريات للمنافس للخروج بنقاط قوته وضعفه تمهيداً لوضع الخطة المقابلة فضلاً علي تصريحه الفاشل خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بأنه لا يعد بتحقيق الفوز علي نسور قرطاج.. ولعل هذه الكلمات هي التي أوحت للجماهير بأن كوبر قد تأخر كثيراً في بدء استعداداته وتجهيزاته لهذا اللقاء الهام ويبدو أنه كان مشغولاً بالإعلان المسخرة الذي ظهر فيه هو ومساعده الأول وكأنهما مهرجان في سيرك وليسا من الفنيين المحترمين.. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه نبيل معلول المدير الفني لتونس أنه يعلم كافة التفاصيل الدقيقة عن قدرات وإمكانات كل لاعبي منتخب مصر وأنه أمضي فترة ليست بالقصيرة لدراسته ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عنه وانتهي منذ مدة من وضع خطته المناسبة التي سيواجه بها الأشقاء المصريين خاصة انه يعلم ان المنافس يلعب بدون مهاجم صريح وراس حربة أساسي وهو ما يجعله يبني خطته علي ندرة تعرض مرماه لهجمات مكثفة ويجعل هز الشباك في أمان نسبي ويمنحه الفرصة للتركيز علي شن هجمات منظمة من العمق.. الفوارق شاسعة بين تصريح الرجلين.. واحد ـ وهو كوبر ـ يستخدم عبارات عايمة ويقصد معاني غامضة ويمسك العصا من المنتصف خوفاً من أية ردود فعل قد تسبب في وضعه تحت طائلة الحساب ومن ثم العقاب.. مع ان اتحاد الجبلاية غارق في مشاكله ومتورط في خلافاته ومشتبك مع الإعلام حول قضايا بعض أعضائه المتهمين سواء في قضايا فساد أو خيانة أمانة أو تلقي رشاوي مادية أو معنوية من جهات أجنبية.. أما الثاني ـ وهو معلول ـ فكلماته توحي بالثقة وتدفع إلي الاطمئنان وتعكس حالة من الجاهزية والاستعداد التام.. ولم يكن الكابتن أسامة نبيه أكثر حصافة وأفضل تعبيراً من مديره كوبر.. فقد صرح نبيه المدرب المساعد بأن منتخب مصر يعاني فعلاً من نقص المهاجمين الموهوبين المتوفرين حالياً.. يقول نبيه هذا الكلام في الوقت الذي يتألق فيه صلاح علي الصعيد العالمي لدرجة ان صفقة انتقاله من روما إلي ليفربول ضربت الرقم القياسي الذي لم وأعتقد لن يبلغه أي لاعب مصري منذ عرفت الكرة المصرية طريقها للاحتراف.. فضلاً عن وجود أسماء موهوبة أمثال كهربا الذي يسعي المسئولون السعوديون لاستمرار إعارته لمدة عام ثان لكفاءته وقدراته وعمرو وردة المحترف بباوك اليوناني وعمرو جمال مهاجم الأهلي.. وكان بوسع الجهاز الفني ضم عمرو مرعي أو عرفة السيد لدعم الهجوم لكن الأسلوب العقيم والطريقة شديدة التحفظ التي يصر علي اتباعها كوبر هما وراء معاناة المنتخب وليس ندرة المهاجمين الجيدين هي السبب.. عموماً ورغم الفشل في إطلاق التصريحات من كوبر ومعاونيه قبيل إقامة المباراة غير ان هذا لم يفت في عضد اللاعبين الذين ضاعفوا من تضحياتهم وركزوا في استعداداتهم وكذلك بين ملايين الجماهير التي لم تتوقف لحظة عن الدعاء للسماء أن يمنح أبنائهم التوفيق ويهبهم السداد في هذا الاختبار الأفريقي الصعب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف