الأهرام
مرسى عطا الله
زوابع تيران وصنافير!
ليست هناك قضية عامة فوق النقد والمراجعة في ساحة الكتابة وإبداء الرأي فما أقوله عن اقتناع بأنه الاتجاه الصحيح قد يراه غيري بأنه الاتجاه الخاطيء وذلك أمر يمكن فهمه أو قبوله ولكن توجيه الاتهامات لكل رأي مخالف ونعته بكل ما هو سيىء وقبيح فهو التدني الذي لا يستحق التجاهل فقط وإنما مكانه سلة المهملات.

والذين دفعوا ضريبة الدم دفاعا عن هذا الوطن ولم يهابوا الموت في ساحات الوغي عندما يحملون أقلاما في أيديهم أو يتحدثون عبر الشاشات بديلا عن البندقية التي زينت أكتافهم في ميادين القتال لا يشعرون بأي فارق بين القلم والميكروفون والبندقية حيث الكتابة قطرات دم من شرايين الجسد ومن ثم لا مكان للمهادنة أو المساومة علي قضايا الوطن، فالمهم أن يوفر القلم والرأي ما توفره البندقية لرفع الروح المعنوية ومقاومة اليأس والإحباط وتجنب الانزلاق إلي خداع النفس وخداع الناس.

إن مهمة القلم الشريف والصوت الحر هي البحث عن الحلم والسعي لتحقيقه وليس الانزلاق إلي مستنقعات التشاؤم والنبش في فضلاتها.. وكما أن من يحمل البندقية يحصن نفسه من الفورات العاطفية يجب علي حامل القلم وصاحب الرأي أن يكون كذلك مهما تكن حدة المصاعب والمخاطر في أوقات الأزمات التي هي بمثابة أدق وأعمق اختبار لقوة البندقية ومصداقية القلم لأن الكاتب والمقاتل ينبغي أن يؤكدا في أوقات الأزمات الصعبة أنهم الأبناء الشرعيون للوطن والمنتمون بصدق لترابه. ولا اختلاف في وظيفة ومهمة حامل البندقية عن وظيفة ومهمة حامل القلم فكلاهما مطالب بأن يكون عنوانا للحكمة والتريث عند إصدار الأحكام بشأن أي قضية وليس الانقياد للأصوات العالية التي تجيد التشويش.

ولم أكن في سطر واحد مما أسلفت بعيدا عن الجدل الصاخب المملوء بزوابع التشكيك الذي حوله البعض إلي تراشق واتهامات غير مقبولة بشأن جزيرتي تيران وصنافير بدلا من ترك الأمر للخبراء المتخصصين في الجغرافيا السياسية والوثائق التاريخية لكي يقولوا كلمتهم بعيدا عن أجواء المناكفات والمزايدات والمغالطات. وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح طالما لدينا يقين بأننا ننطلق جميعا من أرضية واحدة هي أرضية الانتماء لتراب هذا الوطن.

خير الكلام:

<< الدهر يومان ذا أمن وذا خطر.. والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف