التحرير
محمد عاطف
من ينقذنا من «طرنش» رامز جلال؟
يتكرر كل عام مع قرب حلول الشهر الكريم دعوات مقاطعة البرنامج السنوي الذي يقدمه الممثل متواضع الموهبة رامز جلال، وبالرغم من ذلك تظل نسب المشاهدة عالية لأسباب ليست محل المناقشة الآن، وقد تبارى الكُتاب بالفعل في تحليلها منذ أن توجهت أموال القناة إلى الإساءة إلى الفنانين، لا سيما المصريون منهم من خلال مقدم البرنامج ثقيل الظل. يتوازى مع بث كل حلقة تعليقات الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتنوع بين التشفي في فنان ليس جماهيريا، أو الغزل في فنان محبوب، وفوق كل ذلك بالطبع سب مقدم البرنامج الذي يقيس نجاحه بكم الإهانات المباشرة وغير المباشرة التي يتلقاها. حظيت حلقتا الفنانين وائل كفوري وظافر العابدين باهتمام كبير لما يتمتع به الفنانان من محبة الجمهور، ولا سيما النساء منهم، وفور انتهاء حلقة المغني الشعبي محمود الليثي انهالت التعليقات الساخرة من أن الفتاة (كومبارس المقلب) لم تحتضن الليثي مثلما فعلت مع وائل كافوري وظافر العابدين. هذه بالضبط الصورة التي دأبت أموال القناة على تصديرها عن المصريين، من خلال برنامج المدعو رامز جلال، فبعيدا عن فبركة الحلقات التي باتت معروفة للجميع، لكن بالتأكيد يتم التنسيق مع الفنان على أسلوب رد فعله الذي يراه مناسبًا وفق الصورة الذهنية التي يحرص على تكريسها في عيون جمهوره، ووفق ذلك يقوم السيناريست والمخرج بصياغة الحلقة. على ذلك، فمن الطبيعي أن نشاهد الفتاة تحتضن اللبناني وائل كفوري والتونسي ظافر العابدين اللذين يقاومان الرمال المتحركة بيد وباليد الثانية يحاولان إنقاذها، على عكس المصري محمود الليثي الذي ظل يصرخ بأنثوية تباري صرخاتها وهو يقول: "يا رب والنبي عشان خاطر عيالي".

ليس ذلك فحسب، بل يحرص أيضًا مقدم البرنامج المسيء على السخرية من الضيوف المصريين في بداية الحلقة بطريقة أكثر فجاجة ودونية، كما لا يدخر ضيوفه المصريين أي ممانعة في إطلاق الألفاظ النابية بصورة متكررة، عكس الفنانين العرب الذين يعبرون عن ضيقهم بأساليب أكثر تهذبًا. على كل حال، لم يعد ينكر مقدم البرنامج المسيء، بل أصبح يخبر بها جمهور البرنامج صراحة، أن المال -وما بين الأقواس مقتبس من مقدمة البرنامج نصا- هو "قطعة الجبنة الرومي" التي يدخل بها "الفار"/ ضيف الحلقة "في المصيدة"، أو في "الطرنش" بحسب الكلمة التي يستخدمها مقدم البرنامج. وعليه فإن ما نوجه من نقد ليس للمدعو رامز جلال أو لضيوفه الذين ارتضوا على أنفسهم وعلى المصريين جميعًا صوة ممسوخة من أجل أموال القناة جزيلة العطاء، فربما ينظرون إلى مشاركتهم في البرنامج باعتبارها عملا رديئا قاموا به تحت إغراء مقابله السخي، وسوف ينساه الجمهور كما اعتادوا نسيان غيره من زلات فنانهم المحبوب؛ لكن الأمر يختلف هنا، إذ إن الأعمال الجيدة تجب الأعمال الرديئة وتعوضها، لكن في حالة البرنامج المسيء فإن المغامرة أكبر، والأداء أدنى، وخسارة احترام الجمهور لن يعوضها شيء. لم يعد برنامج المدعو رامز جلال يسيء إليه أو إلى ضيوفه، فهذا شأنهم، إن البرنامج الآن يسيء إلى الصورة الذهنية للمصريين ككل في الدول العربية ولكرامتهم، فالبرنامج يصور المصري رعديدا، بذيء اللسان، موتور رد الفعل. إن إصرار القناة على هذا البرنامج عاما تلو الآخر برغم ما يُكتب منذ سنوات عن ذلك لا يفصح إلا عن إصرار على احتقار الشخصية المصرية، وهو ما يستلزم من الجميع رد فعل إيجابي رافض، وقبل منه رد فعل رسمي من الجهات الإعلامية المختصة يضع حدا لهذه المهزلة المهينة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف