الأهرام
منى رجب
كابوس الثانوية العامة
مازلنا نعيش فى كابوس اسمة الثانوية العامة ومازالت البيوت التى لديها ابن او ابنة فى الثانوية العامة تعيش أسوأ تجربة فى سنوات الدراسة كلها .والتناقض الغريب فى مصر فهو اننا نتحدث عن ضرورة تطوير التعليم منذ سنوات لكن هذا التطوير لا يحدث .ووصل الأمر إلى ذروته هذا العام مع صعوبة الاسئلة فى العديد من المواد حتى وصل الامر الى اصابة الطلبة والطالبات بانهيارات عصبية عديدة ..وانتهى الامر بطالبة الى الأقدام على الانتحار من صعوبة مادة الفيزياء حيث ألقت طالبة بشبين الكوم بنفسها من اعلى كوبرى المدينة لتتخلص من حياتها من شدة الحزن واليأس والانهيار النفسى والخَوف من مواجهة الفشل ..وقبلها حدثت واقعة انتحار لطالب بسبب صعوبة امتحان اللغة الانجليزية حيث انتحر داخل منزله ببولاق الدكرور بعد عودته من الامتحان وترك رسالة لوالدته لكى تسامحه .. كما شكا التلاميذ بشكل عام من شدة صعوبة امتحان الفيزياء الذى يصل الى حد تعجيز الطالب العادى ..لقد وصل عدد تلاميذ الثانوية العامة الذين يقومون بتأدية الامتحان فى القسمين العلمى والأدبى هذا العام الى نحو 593الف طالب وطالبة فى نحو 1642 لجنة على مستوى الجمهورية وهو عدد كبير يتطلب الاهتمام من الدولة فى اتجاه مصلحة الطلاب وأسرهم والسياسة التعليمية فى مصر حيث تتكرر مآسى الثانوية العامة كل عام لكنها فى هذا العام وصلت الى ذروتها .بانتحار طالبين وانهيارات نفسية متتالية امام لجان الامتحان .. ان ما يحدث فى بلدنا من نظام تعليمى يعتمد على الصم والحفظ مع تركيز الامتحان فى نهاية العام ليحدد مستقبل الطالب قد اثبت فشله مما يدعونا لاعادة النظر فى نظام الثانوية العامة بأسره .ان لدينا تجارب دول اخرى سبقتنا فى تطوير التعليم والاعتماد على درجة الذكاء او درجة الاستيعاب على العكس تماما من نظامنا العقيم والذى يثبت فشله عاما بعد عام ..ان الدرجات بشكل عام يتم توزيعها على مدار العام فى معظم النظم التعليمية مثل النظام الفرنسى والإنجليزى والأمريكى وغيرها من نظم الدول المتقدمة .والسؤال الذى يطرح نفسة بالضرورة بعد حوادث انتحار وانهيار الطلبة فى مصر.. الم يحن الوقت ليتم تغيير هذا النظام الفاشل والعقيم .ولمصلحة من يتم استمرار هذا النظام؟

ان نقطة البداية لتقدم اى دولة هو نظامها التعليمى وهذا يستدعى منا وقفة لاعادة ترتيب نظامنا التعليمى بالكامل وليس امتحانات الثانوية العامة فقط وان نحدد المفاهيم الأساسية التى نريد غرسها لبناء شخصية الطالب .. اننافى حاجة ايضا الى ان نعالج نظام الدروس الخصوصية الذى تعانى منه كل البيوت المصرية والتى لديها أبناء فى الثانوية العامة حيث يعتبر ابتزازا صريحا للبيوت المصرية . ودليلا اخر على مساوئ هذا النظام . فمن يأخذ دروسا هو فقط من يمكنة ان ينجح اما من لا يأخذ دروسا فنهايته السقوط الذريع، والى الان لم نجد حلا لهذا الاخطبوط المسمى بالدروس الخصوصية الذى يلتف ليبتلع ميزانيات البيوت المصرية والذى لا تقوى بعض البيوت عليه .. ان الثانوية العامة بشكلها الحالى لابد من الغائها ولابد ان نضع نظاما متقدما ومتطورا يخرج لنا طلابا يعتمدون على ذكائهم وعلى قدرة استيعابهم للمواد سواء بالنسبة للقسم العلمى او الأدبى ويؤهلهم للتفكير العقلانى وليس للصم والتلقين والحفظ بدون اى قدرة على التفكير .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف