الأخبار
حسين حمزة
أم الشهيد
اتكأت الأم المكلومة علي شخصين.. تجر قدميها بصعوبة.. ومرار الدنيا يسكن حلقها.. في طريقها لتعيش أتعس لحظات مرت علي حياتها منذ ولادتها.. أخيراً دخلت إلي غرفة الرعاية المركزة بمستشفي الطواريء بالمنصورة - كل العيون تطلعت بفضول لتسجل أحداث المشهد المثير الذي يصعب أن يعبر عنه مخرج سينمائي.. الأم تقترب من ابنها المقدم أحمد حسين رئيس مباحث مركز شربين الذي اخترقت رصاصات الغدر جسده قبل قليل وهو في طريقه إلي عمله ليلاً.. ولا يفصل بينه وبين الموت سوي لحظة!.. قبَّلته وهي تهذي بكلمات عفوية »حد يزغرد يا ولاد.. ابني هيتزف للجنة دلوقت.. مبروك عليك الجنة يا حبيبي»‬! ثم انكبت علي جسده تقبله قبلات الوداع.. حتي صعدت روحه إلي بارئها!.. ما أصعب هذا المشهد علي قلب كل أم وهي تودع نور عينها الذي كان قبل قليل يملأ الدنيا من حولها فرحا وسعادة.. ثم كم من الامهات المصريات اللاتي شربن من هذا الكأس المر.. واكتوين بفراق أعز وأغلي الاحباب علي أيدي قتلة سفاحين بلا ضمائر أو مشاعر.. ودائماً ما تسفر هذه المآسي عن ضحايا يدفعون الثمن غالياً لفقد أعز الناس.. أطفال لا تزيد أعمارهم عن شهور وربما مازال بعضهم جنيناً في بطن أمه.. يفتحون أعينهم علي الدنيا.. يسألون عن بابا.. ثم تصدمهم الحقيقة المرة.. بابا مات شهيداً ليتجرعوا اليتم ومواجهة الحياة الصعبة وحدهم.. ونحن أمام تلك المآسي نكتفي بصب اللعنات علي الإرهاب والقتلة والمطالبة بإعدامهم .. وبعد ساعات قليلة ننسي ما حدث.. ويبقي الهم لأصحابه.. إنها سنة الحياة وما اصعبها.. ربنا يصبر أم الشهيد أحمد حسين آخر الشهداء.. وكل أمهات الشهداء الأبرار الذين نحسبهم في الجنة بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف