الأخبار
أمال عثمان
تأييد أفضي إلي مزيد من الاتهام!
اختارت الإمارة الصغيرة الهروب إلي الأمام في مواجهة المقاطعة العربية، وجاء خطاب حكومتها ليكمل مسلسل التناقضات والازدواجية التي دأبت قطر علي ممارستها سنوات طويلة، مما دفع صحيفة »نيويورك تايمز»‬ الأمريكية للقول: إن أفعال قطر وسياستها نموذج يدرس في التناقضات !!
تصور حكام قطر أنهم قادرون علي أن يحكموا العالم، يستحوذون علي كل ما يبتغونه ويطمحون إليه بدولاراتهم، ويطيحون بمن يشتهون ويدمرون من يرغبو بأموالهم ومخططاتهم التآمرية الدنيئة، فاستقدموا أبواق الفتن وشيوخ الخراب والدمار، وتستروا علي الإرهابيين ودعموهم بالمال والسلاح، واستغلوا المؤسسات الخيرية في جمع الأموال ونقلها إلي قادة التنظيمات المتطرفة، واستخدموا شركات تصدير النفط غطاء لدفع الرشاوي،وصناعة أمراء الاحتراب وتجار الدماء الذين خاضوا حروبا بالوكالة لاستنزاف وتمزيق أوصال الدول، والعبث بمصائر شعوبها لصالح حكام قطر.
ولأن فلسفة »‬قطر» كل حاجة والعكس، نجحت إمارة الشر في الجمع بين استضافة »‬قاعدة عسكرية أمريكية علي أرضها، والاحتفاظ بعلاقات جيدة مع »‬إيران» العدو الأمريكي اللدود، وعقدت الصفقات والتحالفات معها، واستطاعت أن تدعم القاعدة وتساعد المعارضة السنية ضد »‬نظام بشار» في سوريا، وتكون بوقا إعلاميا »‬للقاعدة» و»النصرة» و»داعش»، وفي الوقت نفسه تدعم الميليشيات الإيرانية في العراق بمليارات الدولارات، تحت ذريعة الإفراج عن الرهائن والأسري، وأن تشارك في التحالف العربي باليمن في العلن، وتساعد ميليشيات الحوثيين الموالين لإيران في الخفاء وتمدهم بالمال والسلاح، وأن تتحالف مع »‬حماس» وتغدق علي قياداتها، وأيضا تقيم علاقات حميمية مع المسئولين الإسرائيليين، وتفتح أول مكتب تجاري لإسرائيل بالمنطقة العربية!!
وبعد أن انكشفت أوراق اللعبة القذرة، وانفضح إعلامها المضلل، وحاصرتها أصابع الاتهام، فقدت الدويلة الصغيرة صوابها وباتت تهذي وتتخبط بأقوال وأفعال ما أنزل الله بها من سلطان، وبعد أن كانت قطر في الأمس القريب عند أعوانها وأتباعها الدولة القوية مرهوبة الجانب، ذات ثقل وتأثير يفوق مساحتها الضئيلة، أصبحت دويلة صغيرة مسكينة ومهيضة الجناح يستقوي عليها جيرانها ويعزلونها، وخرج علينا المسئولون القطريون بكل شيء ونقيضه وكل فعل وعكسه!
وجدنا وزير الخارجية القطري يتنقل بين العواصم الأوروبية، ويتباكي علي الوضع الإنساني الصعب لاستعطاف المجتمع الدولي، ويدعي أن بلاده المغلوبة علي أمرها تتعرض لحصار جائر في رمضان، في حين يصرح وزير المالية لقناة »‬سي إن بي سي» أن الأوضاع تسير بشكل طبيعي، والاقتصاد القطري قادر علي المواجهة، أما محافظ البنك المركزي فيعلن أن المعاملات البنكية تسير بشكل طبيعي، في حين تتحدث وسائل الإعلام القطرية عن تأثير الأزمة علي القطاع المصرفي، وخسائر البورصة التي وصلت إلي نحو 2.6 مليار ريال قطري لكل ساعة تداول،وأن صافي مبيعات الخليجيين والأجانب وصل إلي نحو 820 مليون ريال منذ المقاطعة.
واستمرارا لسياسة التناقض والانفصام طالب رئيس الخطوط القطرية منظمة الطيران المدني، باعتبار المقاطعة الخليجية عملا غير شرعي، وعلي العكس صرح بأن طائرات قطر تجوب العالم دون مشاكل، فيما تنجلي الأكاذيب حين يصف كاتب غربي في تقريره، أنه كان الراكب الوحيد علي متن الطائرة القطرية »‬ 380 » في رحلته من لندن إلي الدوحة، وأنه لم يجد في المطار سوي الموظفين وماكينات تفتيش متوقفة عن العمل.
وبدماء باردة ووجوه كالحة اعتادت المراوغة والتحايل والتضليل، أنكرت حكومة »‬تميم ابن موزا» لائحة الاتهامات ومئات الأدلة، وغضت الطرف عن شهادات الإثبات التي فضحت أدوارا تآمرية قامت بها صانعة الألعاب في مباراة هدم الأمة العربية »‬موزا بنت المسند »‬ التي أغدقت الأموال علي المعارضين السعوديين، لزعزعة الاستقرار ودعم »‬حراك 7 رمضان»، وكشفت مخططات رجل الأحقاد »‬حمد بن خليفة» لتقسيم السعودية وإنهاء دورها بالمنطقة.
وفي حين تقول حكومة تميم إنها مستعدة لسماع الهواجس والمزاعم الخليجية، نجد »‬غلام قطر» يرفض »‬قائمة الإرهاب»، ويستبدلها »‬بقائمة شرف» تضم الإرهابيين الذين سارعوا بتأييد موقف الدوحة، ليفضي التأييد إلي المزيد من الاتهام، وفي المقابل ردت جماعة الإخوان الإرهابية الجميل، وحشدت شيوخها للتوقيع علي بيان، يفتي بأن مقاطعة »‬قطر» حرام شرعا، ودعمها واجب ديني! وأن محاولة السيطرة علي الإخوان تعد حربا علي الإسلام!!
لكن الأمر الذي فاق كل التصورات، خروج بيان من »‬اتحاد القرضاوي» يشبه »‬تميم ابن موزا» بنبي الله »‬يوسف بن يعقوب» عليه السلام!! بالله عليكم.. هل هناك كذب وخداع وتضليل مثل ما تمارسه إمارة الشر الملعونة ؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف