الأهرام
محمد أمين المصرى
نواب المهام الصعبة !
فى سبتمبر الماضي، لقى 44 شخصا مصرعهم قبالة سواحل كفر الشيخ وأصيب 15 آخرون وتم إنقاذ 163 شخصا فى واقعة غرق مركب حملت جنسيات عديدة فى محاولة لتهجيرهم الى إيطاليا، وانتفض نواب مجلس النواب وشنوا هجوما كبيرا على الحكومة واتهموها بالتقصير فى حماية أرواح المواطنين، وطلبوا سرعة عرض قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية على البرلمان لإقراره. وفى خضم هذا الغضب، خرج وزير الشئون القانونية ومجلس النواب المستشار مجدى العجاتى ليحرج النواب ويبلغهم بأن مشروع القانون تم ارساله للبرلمان ولم يحظ بالمناقشة.

وتكاد تنفض الدورة البرلمانية الحالية بدون أن يسأل النواب عن مشروع قانون الهجرة غير الشرعية، ولما انتهت فترة الغضب من غرق مركبة كفر الشيخ هدأت الأمور ولم نر أى نائب يتحدث عن ضحايا الهجرة غير الشرعية. وفى لمح البصر، ناقشت اللجنة التشريعية اتفاقية تيران وصنافير، ليتم اقرارها فى الجلسة العامة، لتكون الاتفاقية واجبة النفاذ على مدى 4 أيام فقط، فى حين يتجاهل المجلس مشروعات قوانين أخرى وأكثر أهمية للمواطن. كان بإمكان المجلس وهو يناقش قضية تيران وصنافير أن يطلع على آراء معظم الخبراء المعارضين والمؤيدين، حتى أن الدكتور على عبد العال رئيس المجلس قال خلال مناقشة الاتفاقية فى اللجنة التشريعية إن مؤيد الاتفاقية ومعارضها هم ناس وطنيون ولا داعى للتخوين..ولكن وقت الجد وجدنا من يخون كل من عارض الاتفاقية.

بعد كل هذا الجدل والانقسام الذى أحدثته هذه الاتفاقية فى المجتمع المصري، لم نعد نثق فى شىء، حتى العلماء تم استغلالهم ليتنازلوا عن آرائهم السابقة، ومن هؤلاء الدكتور فاروق الباز الذى غير موقفه بمصرية الجزيرتين والوارد فى كتابه بعنوان مصر كما تراها أقمار لاندساتس بينما اختلف الأمر فى رسالته الأخيرة للبرلمان لتكون الجزيرتان سعوديتين.

وبمناسبة تغيير المواقف، يفاجأ من يتصفح موقع زيوتيوبس بتبدل آراء خبراء استراتيجيين اضطروا لتغيير كلامهم على مدى زمنى دقائق أو حتى ساعات قليلة من الجزيرتين، ولا داعى لنشر أسمائهم تجنبا للفضائح.؛
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف