د. حماد عبد الله حماد
رسالة لمن هم فوق السبعين ربيعاً!
جاءتنى رسالة من صديق عزيز تشير علىَّ ببعض النصائح التى وجدت من واجبى أن أنقلها إليكم عسى بعضها يمكن أن نصيغه نبراسًا لحياتنا الباقية فوق السبعين ربيعاً. وها هى النصائح بعد أن أجريت عليها بعض التعديلات: حافظ على حياة صحّية دون جهد جسدى كبير، مارس التمارين الرياضية المعتدلة (مثل المشى كل يوم)، وتناول الطعام بشكل جيد وخذ قسطاً كافياً من النوم. ضع نصب عينيك أن الهدف الرئيسى هو التمتع بأموالك مع رفيق حياتك.. استمتعا به ما دمتما أحياء وأصحّاء. لا تتوقف مطوّلاً أمام الأمور الصغيرة، فقد تجاوزت الكثير مما هو أصعب منها، لديك الكثير من الذكريات الطيبة والأخرى السيئة لكن المهم هو الحاضر. بغض النظر عن عمرك، اغمر كل أفراد عائلتك وأصدقائك وجيرانك بالمحبة.. واستمتع بمحبة الحياة ما أوتيت من قوة، وتذكّر أن «الإنسان لا يكبر ما دام يحتفظ بالذكاء والعاطفة». كن فخورا فى داخلك وخارجك. لا تتوقف عن الذهاب إلى صالون الحلاقة، واهتم بتقليم أظافرك، واصل زيارة عيادة الأسنان، وحافظ على استخدام العطور والكريمات، وحينما تبدو بمظهر لائق أمام الناس فإنما تزداد ثقة بنفسك. تابع المستجدات دائما من خلال قراءة الصحف وشبكات التواصل الاجتماعى بل احرص على استخدام تلك الشبكات عن طريق فتح حسابات شخصية على الشبكة العنكبوتية سواء البريد الإلكترونى أو فيس بوك أو تويتر وما شابهها من أجل الاطلاع على آخر الأخبار ووجهات نظر الآخرين، وربما تتفاجأ بالتعرف على أصدقاء قدامى فتتواصل معهم من جديد. احترم جيل الشباب وتفهّم آراءهم. قد لا يشاطرونك الرأى لكنهم هم المستقبل لأن العالم ينحو تجاههم. شاركهم فى تقديم المشورة وليس النقد، واذكر لهم أن حكمة الأمس لا تزال تنطبق على اليوم الحاضر. يتشبث بعض الناس بذكريات سنواتهم الذهبية، فى حين أن البعض الآخر يشعر بالمرارة تجاه ماضيه، تذكّر أن الحياة قصيرة جدا فلا تضيّع وقتك فيما فاتك.. كن إيجابيّاً واقض وقتك مع السعداء والإيجابيين، فسوف ينعكس على حالك لتبدو أفضل بكثير، وابتعد عن الأشخاص الذين يتسمون بالكآبة كى لا تنجر إليهما. لا تتخل عن هواياتك، وحاول أن تجد هوايات أخرى جديدة تستمتع بها كالسفر أو التجوال أو الطبخ أو القراءة أو الرقص مثلاً. يمكنك أن تربى حيوانات أليفة كالقطط أو الكلاب أو الاهتمام بالزراعة، ومشاركة الأصدقاء فى لعب الورق أو لعبة الدُامى أو الشطرنج أو الدومينو أو الجولف. يمكنك أيضاً الطلاء أو اختيار العمل التطوعى أو مجرد جمع بعض المقتنيات أو البحث عن أى أمر آخر يضفى لك المتعة والاهتمام. كن مولعاً بالنقاش لكن تحدث أقل واستمع أكثر. بعض الناس يستغرقون فى الحديث عن الماضى دون أن يعيروا اهتمامًا لمدى استمتاع الحضور بحديثهم، فتلك هى أسرع وسيلة كى ينفروا منك، استمع أولاً ثم أجب عن الأسئلة لكن لا تندمج مطولاً فى سرد التفاصيل إلا إذا طلبوا منك ذلك. تحدث بشكل هادئ ومتّزن ولا تكثر الشكوى أو النقد ما لم تكن حقا بحاجة إليه. حاول قبول المواقف كما هى فالجميع يمر بنفس الأوضاع ولا أحد يرغب فى سماع الشكاوى بل تطرّق إلى مواضيع محبّبة. مع تقدم العمر يترافق الألم وعدم الراحة. حاول ألا يسيطران عليك بل تقبلهما كجزء من دورة الحياة. هما إضافتان جديدتان لحياتك، فلا تركز كثيرًا عليهما كى لا تفقد ذاتك. اغفر لمن يسىء إليك واعتذر فوراً إذا أسأت إلى الآخرين. لا تفكر فى حجم الإساءة لأنها تدفعك إلى الكآبة، ليس مهماً من كان على حق، إنما إغفر وانس ثم واصل مشوار حياتك المعتاد. احتفظ بأفكارك ومعتقداتك الشخصية لنفسك ولا تحاول أن تقنع غيرك بها، فهم سحتفظون بخياراتهم بغض النظر عما تقول، وما من شأن ذلك سوى أن يتسبب فى المزيد من الإحباط لك. عش حياتك بما تؤمن به وحاول أن تكون مثالاً يحتذى به. لا تأبه بما يقوله الآخرون عنك أو ما يخطر ببالهم حولك، ينبغى عليك أن تفخر بما أنجزته طوال حياتك .. اتركهم يتحدثون ولا تشغل نفسك، هم لا علم لديهم بتاريخك أو ذكرياتك أو الحياة التى عشتها حتى الآن. هناك لا يزال الكثير مما يتوجب عليك توثيقه.. لذا إشغل نفسك فى الكتابة ولا تضيّع وقتاً فى التفكير بما يمر فى مخيّلة الآخرين. ينبغى الآن أن تكرّس وقتك فى سبيل الراحة والهدوء التام. اضحك.. اضحك كثيرا وبسعادة .. تذكر أنك من المحظوظين لأنك تمكنت من العيش طويلاً، غيرك لم يتمكن من العيش مثل هذا العمر والمرور بمثل تجربتك. إذن لِمَ لا تضحك؟ إبحث عمَا يسعدك واضحك .. بل قهقه إذا استطعت.