فوجئت ببعض الزملاء الصحفيين من أعضاء نادي الزمالك يبلغونني بأن السيد المستشار مرتضي منصور رئيس النادي أصدر قراراً بمنع دخول النادي لكل الصحفيين من الصحف المختلفة وأسرهم. ولم يكتف بذلك بل أمر رجال أمن النادي بتعليق كشوف بأسماء الصحفيين وصورهم علي بوابات النادي لتنفيذ هذا القرار.
في البداية لا أدري مدي صحة هذه المعلومة. لكنها لو كانت صحيحة فإن هناك بعض الأمور أريد الوقوف عندها.
أولاً: لا ينكر حجم الانجازات التي حققها المستشار مرتضي منصور لنادي الزمالك الا من كان في نفسه غرض. وكلنا يعلم أن رئيس نادي الزمالك هو الوحيد الذي نجح في مواجهة ظاهرة بلطجة الألتراس ومنعهم من دخول النادي بعد التجاوزات المرفوضة التي ارتكبوها في حق نادي الزمالك العريق وفي حق رئيس النادي نفسه وهو ما يلقي تأييد واحترام كل من له علاقة بكرة القدم. كما أن المستشار مرتضي منصور لا يترك حقا من حقوق نادي الزمالك إلا وسعي وراءه حتي يحصل عليه بكل الطرق.
ثانياً: الكل يعلم أن المستشار مرتضي منصور دخل معارك وتعرض لهجوم من جهات وأفراد أساءوا إليه ولأسرته. لكنه استطاع المواجهة وباصرار حتي تجاوز العديد من هذه المعارك وبقيت مواجهات صغيرة بدت واضحة للجميع وهو يواجهها بكل قوة اعتمادا علي رصيده من حب اعضاء النادي لما حققه من انجازات. ولتاريخه المعروف في الوطنية ومواجهة الفساد.
ثالثا: شخصية بهذه المواصفات اعتقد أنها أكبر من أن تضيق بنقد هنا أو معارضة هناك. خاصة أننا نعلم أن هناك الكثيرين من الزملاء الصحفيين الرياضيين لا يخفون ميولهم وانتماءاتهم للنادي الأهلي المنافس التقليدي للزمالك أو أي ناد آخر ويناصبون المستشار مرتضي الخصومة. وربما يحاولون استفزازه بشكل مستمر لمجرد اختلافهم معه في الرأي ولعلمهم أنه سريع الانفعال.
رابعاً: منذ أيام جلس المستشار مرتضي منصور مع الزميل عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين وبحضور المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لرأب الصدع ولم الشمل بين رئيس نادي الزمالك والزملاء الصحفيين بعد فترة ليست قليلة من الفرقة والخلاف. واعتقدنا بعدها أن الأمور عادت لطبيعتها وأن العلاقة بين المستشار مرتضي والصحفيين سوف تشهد تطورا للأفضل. ولكننا فوجئنا بعد أيام بهذا القرار من المستشار مرتضي بمنع دخول الصحفيين وأسرهم.
خامسا: هذا القرار يمثل سابقة لم نسمع عنها في أي ناد في العالم. فكيف يمكن لرئيس ناد أن يعاقب كل الصحفيين وأسرهم من أعضاء النادي الذي يرأسه لمجرد أن صحفيا انتقده بجريدته أو نشر خبراً لم يعجبه. وحتي إذا كان النقد موضوعيا فللمستشار مرتضي حق الرد. وإن لم يكن موضوعيا فله اللجوء للقضاء للحصول علي حقه. وهو رجل قانون ويعرف جيدا كيف يفعل ذلك.
سادساً: حدث كثيرا أن انتقد صحفيون المستشار مرتضي من قبل لكنه لم يتخذ مثل هذا القرار. بل كان يتصل برئيس تحرير هذه الصحيفة أو تلك لتوضيح الحقيقة وكانت الاستجابة سريعة من رؤساء التحرير بنشر رد المستشار مرتضي لأن هذا حقه الذي كفله القانون.
سابعا: أسأل المستشار مرتضي منصور: كيف سيكون احساسك وأنت تصطحب أسرتك لقضاء وقت ممتع في ناديك الذي تفتخر به وسط أصدقائك. وتفاجأ بأن رجل الأمن يقول لك: "آسف ممنوع دخولك بقرار من رئيس النادي؟!!".. كيف ستتصرف؟ هل ستتقبل الأمر بهدوء وتنصرف عائدا إلي بيتك. أم ستحاول أن تثبت- أمام أسرتك- أن لك حقا في دخول النادي كبقية الأعضاء؟.. ثم كيف سيكون شعور بقية أفراد الأسرة تجاه رئيس النادي؟.
اثق في أن المستشار مرتضي منصور سوف يلغي هذا القرار في أقرب وقت لأنه يعلم تماما أن الغالبية العظمي من الصحفيين يحترمونه ويقدرونه كقيمة وطنية. ولا علاقة لهم بمن انتقده. وان كان النقد من حق الصحفيين بشرط أن يكون موضوعيا وليس مقرونا بغرض. فمصر فيها ما يكفي من أزمات ولا تحتمل أزمات جديدة تنغص علي الناس حياتهم في الوقت القصير الذي يقضونه مع أولادهم للخروج من ضغوط الحياة واستعادة نشاطهم لخدمة هذا الوطن في الوقت الذي يحتاج فيه لجهود الجميع لتخطي هذه المرحلة الصعبة والانطلاق لمستقبل أفضل إن شاء الله.
وفي النهاية فإن نصيحتي للمستشار مرتضي منصور: مهلا.. لا تفقد حب أعضاء النادي الذي هو ذخيرتك في الأيام الماضية والمقبلة.