المصرى اليوم
نيوتن
مسألة ضمير
منذ 8 سنوات تعرضت لأزمة صحية. استدعت إجراء عملية قلب مفتوح. تغيير الصمام الأورطى. لحسن الحظ كان لدىّ تأمين يغطى العلاج فى أمريكا. بحكم سابق أعمالى. اخترت أكبر مستشفى متخصص فى هذه العمليات. فى مدينة سان فرانسيسكو بكاليفورنيا. تمت الجراحة. ثم جاءت فاتورة المستشفى التى أشارت إلى 360 ألف دولار. تكفلت بها شركة التأمين. بعد مراجعة الأطباء لنتائج الجراحة. اكتشفوا أن هناك تسريبا فى الصمام الجديد. ولو بنسبة أقل من السابق. مجرد اعتراف الأطباء بهذا القصور يستوجب إعادة الجراحة. هنا ستحدث أزمة مع شركة التأمين. الشركة لا تغطى سوى تكلفة العمليات الناجحة. ستكون إعادة الجراحة على نفقة المستشفى هذه المرة. لذلك صرفونى مع تطمينات بأنه يمكننى أن أعيش بهذا القصور.

بعدها بثلاث سنوات تدهورت حالتى الصحية مرة أخرى. هنا لجأت للدكتور مجدى يعقوب فى لندن. شرحت له الحالة، وقدمت له الفحوصات الحديثة. ترك لى الخيار. إما أن أذهب لأحد تلامذته فى كندا، وهو الدكتور إسماعيل الحمامصى. أو أذهب إلى مركز أسوان لإجراء الجراحة.

لم يسبق لى السفر إلى كندا. إذا سافرت سيكلف الأمر عائلتى عناء ومشقة. أعلم أنها ستصر على مصاحبتى. توكلت على الله وقررت إجراء الجراحة فى أسوان. خاصة أن الجراحة ستتم فى وجود البروفسير مجدى يعقوب.

فى أسوان. فوجئت تماما بمستوى الأطباء الموجودين هناك. اكتشفت أن مجدى يعقوب نجح فى استنساخ مجموعة تشبهه من شباب الأطباء. كفاءات على أعلى مستوى. خلقا وعلما. طاقم التمريض فى المستشفى لا يقل إبهارا عن طاقم الأطباء. احترام الأطباء لطاقم التمريض لم أر مثله فى مصر من قبل. الجميع هناك يعزفون سيمفونية إنسانية رائعة.

قبل أقل من عامين لجأ إلىّ أحد المعارف متواضع الإمكانيات. كان يعانى حرفيا مما كنت أعانى أنا منه. اتصلت بأحد الأطباء المعاونين للدكتور مجدى يعقوب. الذى صارت بينى وبينه صداقة. أرسلت له الحالة. وبعد أن أجرى له الفحوصات اللازمة. أعطاه موعدا لإجراء العملية التى تمت، وعند مراجعة نتائجها بعد ذلك. اكتشفوا تسريبا مشابها للتسريب الذى عانيت منه أنا بعد إجراء جراحتى فى سان فرانسيسكو. لم يسمحوا له بالخروج. أعادوا إجراء الجراحة مرة أخرى. غيروا الصمام للمرة الثانية. لقى بالعلاج المجانى ما لم أجده فى أرقى مستشفيات أمريكا، بالرغم مما تم سداده من تكاليف.

الطب ليس تجارة. أولا وأخيرا هو مسألة ضمير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف