في يوم ما منذ أكثر من ثلاثين عاما اتصل بي عم توفيق حلمي مدير اداري اللجنة الأوليمبية سنوات طويلة جدا منذ كانت اللجنة في شقة في عمارة بشارع قصر النيل امام نادي السيارات.. في نفس هذه العمارة كان يسكن شكري سرحان طوال حياته.
المهم اتصل بي عم توفيق ليقول لي مفاجأة مذهلة.. اللجنة الأولمبية الدولية قررت تكريمك يوم كذا في سويسرا.. والسفارة السويسرية الموجودة في نفس الشارع علي بعد خطوات ستقوم بكل اجراءات تسفيرك إلي هناك.. ما المناسبة؟؟... هذا ما ستعرفه من السفارة والتفاصيل هناك!!!
***
اتضح ان اللجنة الأولمبية الدولية ارادت تكريمي بمناسبة انني صاحب "أول عمود رياضي عربي مستمر يومي".. وتم إعطائي تابلوهاً كبيراً قالوا لي انه دبلوما مكتوب عليها كل شيء لا زالت معلقة علي الحائط عندي.. ولفت نظري كلمة "عربي" لا مصري.. فقد اتضح انه أول عمود رياضي في كل الصحف العربية لا الصحف المصرية فقط.. وعند عودتي أخذت التابلوه الكبير وذهبت إلي ماسبيرو.. وبجواره دار الحديث مع المذيعة الجميلة الانيقة عزة الاتربي التي أصبحت شقيقتها سهير الاتربي رئيسة التليفزيون فيما بعد.
حضر حفل التكريم سفير مصر بسويسرا وبعض رجال السفارة.. لذا أخذت أحد مستشاري السفارة علي جنب وسألته نفس السؤال الذي خطر علي رأس نجيب محفوظ حينما فاز بالنوبل.
- قل لي يا سيادة المستشار.. الناس دي تَعَرفوا عليّ إزاي وامتي!!!
قال المستشار: اللجنة الأولمبية الدولية خلية نحل... عمل مستمر دؤوب لا يهدأ.. اللجنة تعتبر نفسها المسئولة عن الرياضة بكل العابها في كل انحاء الكرة الأرضية.. قسم الإعلام والعلاقات العامة قسم كبير فيه موظفون من كل أنحاء العالم.. تقرأ كل الاصدارات - ولا أقول لك الصحف والمجلات فقط - كل الاصدارات حتي المؤقتة مادامت تتحدث عن الرياضة - اللجنة الأولمبية الدولية دولة مستقلة يكفي أن تعرف ان رئيس اللجنة يعامل معاملة الملوك والرؤساء حينما يزور بلد ما...
***
بالمناسبة .. هناك حكاية قديمة.. حينما حاول رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الدخول في المقصورة لحضور افتتاح دورة الالعاب الافريقية دفعه أحد المنظمين بقبضة يده في صدره فوقع علي ظهره علي الأرض!!!!!!! .. معاملة ملوك!!!!
***
- المهم .. لماذا اكتب اليوم هذه الذكريات!!؟؟
- لانني ولدت في بيت يصدر أكبر جريدة في العالم.. فرضعت مع اللبن "عصير الصحافة".. فدخلت دمي حتي اليوم.. حينما تخرجت في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول مايو عام 1950 أصررت أن أعمل بالصحافة رغم مصادرة الجريدة.. كل زملائي في الدفعة تولوا أعلي المناصب كمال أبوالمجد وزيراً للثقافة والإعلام عبدالعزيز جاد الحق محافظاً للقاهرة اشهر اثنين محامين علي منصور وعبدالرؤوف علي اشهر كاتب ثروت اباظه الباقون سفراء عبدالحليم عبدالحميد بدوي مندوب مصر في مجلس الأمن سميح انور عميد السلك الدبلوماسي المصري ومعه عدد كبير من السفراء معظمهم أولاد وزراء مثل أحمد باشا عبدالغفار وزير الزراعة وابنه ابوبكر عبدالغفار سفير مصر في سويسرا سنوات طويلة وفخري العاصي رئيس "بنك اسكندرية لأن جده أحد اصحاب البنك".
كانت كل الأبواب مفتوحة أمامي ولكن صممت أن أعمل صحفيا.. فهل أخطأت؟