كغيرها من مراحل العمر تترك بصمتها علينا وعلي تكويننا الشخصي والنفسي والجسدي أيضا ولأنها أصعب فترات التطور فتجد لها مهابة في نفس أي أسرة يمر بها أحد أفرادها..
عن مرحلة المراهقة أتحدث فكثيرا ما تعصف ببعض أبنائنا إذا لم نحتويهم خلالها و لكنها أيضا قد تمر بسلام إذا وجد المراهق إلي جواره أما حانية وأبا صديقا ... ولكن الغريب أن هناك من يتجاوزون الستين ونجدهم يعانون من تقلبات مرحلة المراهقة من جديد وهناك من يفسر هذة الافعال بمرور قطار العمر وهناك من يعتبرها إرتدادا عقليا بعد النضوج وغيرها.
إلا أن هناك فترة مراهقة ثالثة قد تأتي في منتصف العمر أي مع الثلاثينات ورغم انها تتميز بقصر مدتها فقد لا تتجاوز العام الواحد إلا أنها قد تأتي بسبب حدوث تغيرا ما في حياتك يجعلك تعود إلي مرحلة التخبط فلا تعلم ماذا تفعل أو لماذا تفعله وتأخذ وقتا ربما ليس بالقصير حتي تعود مجددا لإستقرارك النفسي والإنساني إما من خلال اشخاص يقدمون لك حبا صادقا وحنانا راقيا او بصفعة من شخص تافه ربما لا يرقي لمستواك الفكري او الانساني او بكليهما معا لتعود بعد تلك المرحلة الصعبة اكثر نضجا وثباتا وقدرة علي اتخاذ القرار والتأثير بالإيجاب مجددا في من حولك لدرجة تجعلك تنظر إلي تلك المرحلة في حياتك متعجبا ومتسائلا هل أنا من كان يفعل وماذا كنت أفعل .. لتجد إجابة واحدة إنها مرحلة مراهقة الثلاثين التي قد تسبب لك بعض الإعاقة الحياتية لتجدك أمام مرحلة جديدة كعادة فترة المراهقة فهي تسبق حتما نضوجا فكريا وإنسانيا وكأنها عاصفة تسبق هدوءا واتزان .. المهم ان تكون حريصا بألا تخسر الكثير وإذا حدث فعليك ألا تقلق لأن مازال في العمر بقية لتعويض الأشهر القليلة التي قد لا تتجاوز العام أو دعونا نسميه العام المراهق في منتصف العمر .. وتأكد أن حياتك لازال بها الأفضل لأن التخبط الذي مررت به كفيل أن يكشف أي ممن حولك جدير بحبك وإحترامك وأيهم لا يستحق أحرف الكلمات التي قد تذكر بها اسمه بمحض الصدفة لتتحول سريعا من مراهق قلق ومتوتر إلي ناضج قوي