الأهرام
سمير شحاتة
هند صبرى.. قصة حب
أتذكر مقالا بإحدى المجلات الأمريكية ينصح من يشاهد فيلم (قصة حب) للمخرج أرثر هيلر، يأخذ معه أربع أوخمس مناديل للدموع التى سيذرفها بنهاية الفيلم، ذهبت لمشاهدته بسينما قصر النيل وكان ذلك عام 1970، ليس لذرف الدمع، فالسينما متعة بالاساس، كنت ببداية سن المراهقة شغوفا لمشاهدة قصة الحب التى حققت وقت نشرها مبيعات 6ملايين نسخة، قبيل نهاية الفيلم تحسست جيوبى بحثا عن منديل!! لمحاكاة دموع العاشق عند اكتشاف اصابة محبوبته باللوكيميا، وتربص الموت بها، وكان كل منهما يستمد حياته من الآخر، الفيلم ليس عن المرض ولاالموت إنما عن الحياة، أن تعمل وتسعى للنجاح وتستمتع بالحياة لآخر لحظة ولاتخاف الموت بأى لحظة.

ومسلسل (حلاوة الدنيا) سعى لتحقيق ذلك أيضا، لكن الافصاح عن إصابة امينة باللوكيميا فى الحلقة الأولى جعل المرض محركا للأحداث وتغير سلوك الشخصيات من البداية، وبالأداء الراقى لهند صبرى وظافر عابدين تعايشنا القوة والضعف للتعامل مع المرض، وكان ضروريا البهجة التى اشاعتها حنان مطاوع لاحداث توازن، وان كانت الرؤية الدرامية يجب ان تتخطى ما نعجز عنه فى الواقع.. بفتح طاقة الأمل والتحدى، ليس بالتهور وتدخين الحشيش، ولكن بأن يكون الانسان فاعلا طالما القلب ينبض.

رغم الوجيعة التى يسببها المسلسل لمن اصابهم هذا المرض أومن لديه عزيز غادر الحياة لنفس المرض، فهو يحمل رسالة نبيلة، تقارب الرسالة التى حملها فيلم «اسماء» لهند صبرى ايضا عن مرض نقص المناعة «الايدز».. لمؤازرة المرضى وتشجيعهم على المقاومة والاستمتاع بالحياة، وهى بالتأكيد أكثر تأثيرا ونبلا من اعلانات التسول المخزية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف