لا أعرف «الذكى» غير الذكى الذى أصدر قرارًا بمنع نقل الدواجن الحية بين المحافظات.. حتى ولو كان هدفه حماية الناس من مشاكل انفلوانزا الطيور وتوابعها، وهنا نعيد إلى الذاكرة، هوجة الموجة إياها من هذه الإنفلونزا التى جلعتنا نقتل ثروتنا الداجنة.. بحجة حماية الناس، صحيًا!!
وهذا الذكى «غير الذكى» الذى قرر ذلك لا يعرف أن معظم مزارع الفراخ تقع خارج كردون القاهرة الكبرى وأنها كذلك خارج كردون أى مدينة وإلا هل كان سيادته يطالب بإنشاء هذه المزارع وما أكثرها الآن فى مصر داخل المدن الكبرى.. لكى يأكلها الناس.. أم هو يحارب الدواجن المحلية تشجيعًا أو تنفيذًا لمطالب مافيا المستوردين.. أم ماذا يأكل الناس؟!
<< بالطبع لا أحد يقف أمام أى إجراءات صحية بيطرية لحماية الصحة العامة. ولكن هل يتصور سيادته أن منع دخول الطيور الحية إلى داخل المدن يعنى اغلاق مئات الألوف من باعة هذه الدواجن، أى الفرارجية. أم أن سيادته سوف ينشئ مجازر عصرية على حواف المدن.. وحول هذه المزارع لذبحها وتجهيزها.. ثم يسمح بعد ذلك بدخول الفراخ مذبوحة إلى المدن.
ألا يعرف «سيادته» أن هذا يقتضى امتلاك سيارات مبردة لحفظ هذه الطيور بعد ذبحها من التلف.. وإلا فإن الناس سوف تأكل طيورًا أصاب بعضها التلف، فى هذا الجو شديد الحرارة.. ربما «هو» عضو فى جماعات المافيا التى ستجبر أصحاب المزارع هذه على شراء سيارات مبردة للنقل بين المحافظات.
<< أم أن «سيادته» يدفع بذلك أصحاب وعمال محلات بيع وذبح الطيور إلى الخروج فى مظاهرات وهم بمئات الألوف ليدافعوا عن لقمة عيشهم وبذلك يزداد التوتر فى الشوارع.. وأمام مكاتب المسئولين.. هل من رجل رشيد ينصح.. أو يشير بما يسهل للناس حياتهم خصوصًا وأن بين كل فرارجى وفرارجى آخر.. «فرارجى ثالث».. رغم اننى أعلم أن ظاهرة الفرارجية تكاد تنفرد بها مصر.. وأن العالم كله يتداول طيوره مذبوحة طازجة مبردة وليست مجمدة.. وهذا اسلم للكل.. ولكن حتى نحقق ذلك عندنا مطلوب أولاً انشاء العديد من المجازر الآلية للدواجن حول مزارع الدجاج وهذه تتكلف ملايين الجنيهات رغم سلامتها ولكن ذلك يحدث بالتدريج.
<< ويبقى السؤال: هل انتشرت بالفعل انفلوانزا الطيور بين مزارع الدواجن وأن خطورتها تخطت أى نسبة عالمية بحيث نحتاج إلى منع تداولها حية بين المحافظات والمدن.
ثم هذا القرار: كيف صدر، ومن أصدره. وهل درسنا جيدًا ما سوف يحدث بعد تنفيذ حظر النقل من كل النواحى.. أليس ذلك يؤدى إلى ارتفاع أسعار الدواجن.. أكثر مما هى مرتفعة الآن.. أم نريد اشعال النار، فوق اشتعالها.
<< نعم أنا مع الصحة العامة.. ولكن بعد أن نستعد لها حتى لا تلتهب مشاعر الناس الباحثين عن فرخة رخيصة يأكلها الناس وسط التهاب أسعار اللحوم الحمراء.. وهل هناك أصابع خبيثة تلعب من وراء الحكومة لتحريك موجات الغضب بين الناس.
يا عالم.. راعوا ربنا فيما تتخذون من قرارات.. دون أى دراسة.