باهتمام بالغ وأسلوب حضارى وإعداد جيد تشارك مصرغدا فى أول قمة من نوعها لدول حوض النيل بالعاصمة الأوغندية كمبالا بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى .

القمة هدفها كسر حالة الجمود التى تصاحب بحث الجوانب الفنية لملف المياه وتصعيد القضية إلى مستوى الرؤساء كى تحظى بالاهتمام اللازم من الناحية السياسية وتوجيه وزراء الخارجية والرى فى الدول المعنية لمسارات محددة من التعاون .

وواضح أن مصر أعدت جيدا لهذه القمة حيث شهدت الأيام والأسابيع الماضية نشاطا مكثفا على المستوى الرئاسى والدبلوماسى مع الدول الإفريقية ودول الحوض بشكل خاص.. .. حيث قام الرئيس السيسى بزيارة لكل من أوغندا وإثيوبيا واستقبل مبعوثا من الكونغو .. كما عقد وزير الخارجية سامح شكرى لقاءات مع نظرائه الأفارقة وزار أوغندا حيث التقى بالرئيس الأوغندى وسلمه رسالة من الرئيس السيسى بهدف التشاور والإعداد الجيد للقمة .

ولا أظن أننا سنعيد فى هذه القمة طرح القضية بصورتها القديمة -التى أثيرت منذ بداية الأزمة القانونية والنزاع على إدارة المياه فى حوض النهر فى 2010 عندما وقعت دول منابع النيل منفردة على اتفاق عنتيبي الذى لا يعترف بالحقوق التاريخية لمصر فى المياه - .. ولكننا سنطرح المشكلة بشكل مختلف يحفظ لنا حقوقنا المائية فى النهر الخالد ولا يثير مشكلات جديدة مع الدول التى وقعت على الاتفاقية .. وتشير الأنباء فى هذا الصدد إلى أن الخارجية المصرية استعانت بفريق قانونى دولى متخصص فى ملفات إدارة الأنهار الدولية لصياغة وثيقة قانونية جديدة تمت مراجعتها جيدا من النواحى القانونية والفنية والسياسية كى تحقق الهدف المطلوب .

ورغم أننا لا نعتقد أن الرؤية المصرية سوف تلقى ترحيب كل الأطراف خاصة التى كانت لها مواقف مسبقة، وأظهرت قدرا من العناد من الموقف المصرى .. إلا أننا نثق فى قدرة الرئيس السيسى على طرح موقفنا بشكل يلقى قبول معظم الدول المشاركة فى القمة ونراهن على حكمة وقدرة الرئيس الأوغندى للخروج بتوافق بين الرؤساء يحفظ الحقوق، ويصل إلى حلول لا تضر بمصالح دول لحساب دول أخرى !!