الجمهورية
ثناء حامد
المسئولون العراة
معذرة.. العنوان لا يخص مصر ولا المصريين.. ولكنه لقب أطلقه المسئولون في الصين. علي كل من تمكنوا من إرسال زوجاتهم وأبنائهم إلي الخارج حاملين معهم أموالا طائلة والتي وصلت وفقا لتقرير للبنك المركزي الصيني إلي 800 مليار يوان صيني أي ما يعادل 127 مليار دولار في الفترة من 1995 إلي 2008 وقام بتهريبها 18 ألفا من المسئولين المتورطين بالفساد.
هذه الأرقام والمعلومات طرحت بمناسبة طرح قانون جديد بالصين ويحظر هذا القانون علي المسئولين سواء في الحكومة أو في الحزب الحاكم أو في القضاء أو في البرلمان أو في أي مؤسسة مملوكة للدولة من أن يكون له أو لأي من أفراد أسرته عمل خاص به أو حتي مشارك في عمل خاص أو يشارك في أي منشأة خاصة لو بشغل وظيفة فيها سواء بشكل دائم أو شرفي ويكون نشاطها داخل المدينة المقيم فيها.
والقانون الصيني الجديد يأتي ضمن حزمة قوانين بلغت 1200 قانون في إطار خطة خمسية لمحاصرة الفساد بكل صوره والذي ثبت بالأرقام أن هذا الفساد يأكل أكثر من 3% من الناتج المحلي الصيني والذي يصل إلي 6 تريليونات دولار.. يتزامن مع هذه الإجراءات إحكام يد الدولة علي حسابات شركات "الاف شور" السرية التي تستخدم لتهريب الأموال وفيها تتعقب الحكومة أصحاب تلك الحسابات حتي لو كانوا خارج الصين وتعيدهم وتعيد الأموال التي هربوها.
وأذكر هذه الوقائع لعلنا نتعلم من جزء من خبرة الصين في محاصرة الفساد ولا ينقصنا شيء فنحن نهوي وضع القوانين ولدينا الكثير منها.. ولدينا قيادة سياسية واعية بحجم الفساد وآثاره المدمرة.. والذي ينقصنا إرادة التنفيذ.. وخاصة أننا مللنا كلام المسئولين عن الفساد دون أي فاعلية للقضاء عليه.
** "استنوا شوية".. تجربة الدولة مع البورصة وفرض ضريبة علي التعاملات ثم وقف تنفيذها لحصر الأضرار السلبية لفرضها يجعلني أقول للمسئولين.. البورصة ليست أغلي من المواطن الشقيان فلا داعي لرفع شرائح الكهرباء في الفترة القادمة.. ورفع جزء من دعم البنزين والسولار.. فليس كل مرة تسلم الجرة.. ولا تطمعوا في تحمل وصبر الناس أكثر من هذا.. وابحثوا عن مصادر أخري لتغطية العجز غير جيوب الغلابة.. ألا يكفي الغلاء القاتل.. ابحثوا عن الضرائب المتأخرة لدي رجال الأعمال.. ابحثوا عن المليارات التي تم تهريبها خارج مصر.. ابحثوا عن قصور منيعة لبعثاتنا الدبلوماسية خارج مصر ورأيتها بعيني.. ابحثوا في أي مكان وبأي طريقة بعيدا عن شعب وقف وقفة رجل واحد.. ولبي النداء أكثر من مرة بصدق نية ورغبة حقيقية في مساندة الدولة فلتسانده الدولة الآن وهو يكتوي بنار الغلاء الذي طال كل شيء.. ولم يبق له شيء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف