صحيح.. لا يجوز إدخال نقابة الصحفيين فى نفق مظلم مرة أخرى. لا يجوز لفئة قليلة أن تغلب فئة كبيرة، فتتمادى وتتهادى، وتستمر فى اللعب على وتر شاذ، ثم تقول لك: حرية رأى، وحرية الجماعة الصحفية فى التعبير عن الرأى. لا هؤلاء هم الجماعة الصحفية، ولا سبق للجماعة الصحفية ورضيت عنهم. لا تصدق أن الجماعة الصحفية هم السبعون الذين دعوا للتظاهرات. لا تصدق أن الجماعة الصحفية تصدق أن مؤسسات الدولة ممكن تبيع الأرض، وأن الجيش ممكن يفرط فى تراب. على كل، مهما كان الخلاف، لا يجوز جر النقابة إلى معركة سياسية تمحكا فى حرية الرأى والتعبير. سبق وفعلها آخرون، فقلبوا الدنيا، وعادوا الدولة ومؤسسات الدولة، وبحجج الحريات والمحتاجات، فرضوا رأيهم على الجميع، وغضبوا لما رفض الجميع فرض الرأى بجبروت «التناحة». لم يعد مقبولا وضع الكلام على لسان الجماعة الصحفية، ولا مقبولًا إلباس الآراء الخاصة، رداءً عاما باسم الحرية والذى منه. يسلم فُمه نقيب الصحفيين، قالك التعبير عن الرأى فى حدود النظام، لكن بلا نظام، يبقى لا رأى ولا يحزنون. لكن تقول لمين؟ بعضهم يريدها على خطفتها الأولى ممن صدعوا أدمغتنا باسم الجماعة الصحفية، ثم تبين فيما بعد أنهم «جماعة» ممكن.. لكن صحفية لأ. قبل يومين فتح نقيب الصحفيين عبدالمحسن سلامة تحقيقا فى واقعة التظاهر داخل النقابة بغير إذن . إجراء فى محله. إجراء فى الجون. التحقيق ضرورى، وباقى الجماعة الصحفية فى انتظاره . فحص واقعة التظاهر ضد اتفاقية تيران وصنافير بلا إذن مهمة، ليس فقط لمعرفة الذين يتاجرون باسم الجماعة الصحفية.. ويمسحون فيها آراءهم، وأنوفهم، ويركنون عليها انطباعاتهم.. إنما لإعادة النظام لنقابة سبق وغرروا بأعضائها، وضللوا الرأى العام، ورفعوا علم الصحفيين المصريين، ثم تبين أنه علم «جزر القمر»! مهم التحقيق لمعرفة الذين يتاجرون بالوطنية، ويستغلون الحريات. مهم لمعرفة من الذى أدخل قناة الجزيرة، وحاول الاستقواء بقنوات الإخوان على الدولة، دفاعًا عن الأرض والدولة. كما أدخلوا قنوات الجزيرة والشرق، سبق وأدخلوا أصحابهم، ومعارفهم. سبق وأدخلوا مهندسين، ومحامين، وتجار «بلح».. وسماسرة قطع غيار سيارات إلى حرم النقابة، ورهنوا سلمها، وصادروا آراء أخرى، واعتبروا كل وجهة نظر لا تماليهم خيانة، وكل رأى لا يعوم على عومهم قلة وطنية. حق النقابة تحقق.. وحق مجلس النقابة يتقصى. حقه يعرف من الذى حول النقابة لـ«نملية» يدخل إليها من يريد، ويفرض على الباقين ما يحب دون أن يقول لهم أحد: بم. وقت الفوضى ولى .. النظام نظام . إجراءات مجلس النقابة الأخيرة ليست حجرًا على الرأى، ولا هى كبت للحريات. مضى وقت كانت النقابة فيه على المشاع. وقتها، دخل النقابة حبسجية ، ومحرضون وتجار اوطان وسماسرة تمويل، وتنامى التظاهر على الناشف بحجة التغيير والتعبير.. نكاية فى السلطة والقانون، والدولة. ايام سودة، لا كنت تعرف فيها على سلم النقابة، صحفى من مندوب ضرائب، ولا مدرس كادر، من حامل، عقبال املتك ، ماجستير أو دكتوراه. آثام مجلس سابق، وعصر بائد، سن فيه أعضاؤه دعوات مغرضة، ورسائل مضللة صدروها فى علب مزركشة، وأوراق نايلون مفضضة.. ونشروها باسم الجماعة الصحفية. لم تعد سنن المجلس السابق شرعا لنا . كل آياتهم منسوخة أو ملغاة . ولا تتسخ الآيات أو تلغى إلا ويأتى أحسن منها. إخطار مجلس النقابة بما يُنظم من فعاليات حق أصيل للمجلس، بعدما تبين الرشد من الغى . لم تكن سنن الأولين محمودة . سنن المجلس السابق لم تكن فى صالح الجماعة الصحفية.. ولا على هواها. غريبة، يتظاهرون دفاعا عن الأرض والبلد، فيدخلون قنوات أعداء الأرض والبلد نكاية فى الدولة.. ويقولك: حريات. يا راجل .. بلا قرف.