الجمهورية
مؤمن ماجد
إني اعترض
قابلني بوجه عابس كالعادة وقال لي "شفت المصيبة.. عينوا الزند وزيراً للعدل.. بكره يعملوا عكاشة وزير إعلام وسما المصري وزيرة ثقافة" وابتسمت ولم أرد وتركته وانصرفت.
في المساء قادتني الصدفة لمشاهدة مذيع مشهور أظنه بالغ السماجة ضحل الثقافة يعتمد علي شهرة أخيه ويستخف دمه.. وتابعته يقول "ليه السيسي عمال يتفسح في بلاد الله.. كل أسبوع في دولة واحنا مش لاقيين ناكل".. قلبت القناة سريعاً لأشاهد فيلم كارتون وأضحك.
علي المقهي جاء شخص يدعي الثورية ويسمي نفسه ناشط سياسي وبدأ يتحدث عن إلغاء ضريبة البورصة وأنها جاءت نتيجة ضغوط رجال الأعمال وأن ذلك دليل دامغ علي الفساد. وأشحت بوجهي لأتابع قراءة تحليل في جريدة "وول ستريت" إحدي أشهر الجرائد الاقتصادية عن أن إلغاء الضريبة أنقذ البورصة المصرية من الشطب من قائمة البورصات العالمية.
إني أعترض.. هو منهج وأسلوب حياة يعتقد البعض أنه يجعل لهم مكاناً ومكانة بين الناس.. ويؤمن البعض الآخر أنه وسيلة جيدة للاسترزاق وكسب العيش.. وينفث به البعض عن غضبه من ارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف المعيشة.
أحترم المعارضة وأؤمن أنها إحدي الركائز الأساسية للديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. لكنني أحتقر المعارضة من أجل المعارضة سعياً للشهرة أو الاسترزاق.. وأكره المعارضة دون محاولة استيضاح الحقائق ومعرفة الرأي الآخر.
أؤمن أن الجدل أصبح المرض الاجتماعي الأخطر وأننا في توقيت نحتاج فيه إلي أن نرفع شعار "إني أعمل".. وليس لافتة "إني أعترض".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف