هل عندنا اتحاد الكرة يفهم فعلاً في ادارة اللعبة وحل مشاكلها وتطويرها وإذا كانت الإجابة بنعم.. فإننا أمام سؤال آخر. لماذا كل هذه الأزمات التي تطبل علي رأس مسئولي مجلس الادارة الحالي منذ انتخابه. وحالة الارتجاج المرضية التي يعاني منها في كل قراراته تقريباً.. وآخرها الاصرار علي ان تكون قوائم الأندية في الموسم المقبل من 25 لاعباً فقط مع شرح لقيمة وأهمية هذا القرار وفجأة وبعد 48 ساعة فقط يتراجع المجلس المحترم عن قراره ويبقي علي قائمة الـ30 لاعباً. وبكل بساطة يخرج أعضاء المجلس يبررون لقائمة الـ25 التي رفضها بشدة ناديا الأهلي والزمالك وأيضاً بعض الأندية الأخري التي تعد علي أصابع اليد الواحدة.. ونفس الأعضاء تباروا وتسابقوا في التبرير للقرار الجديد لقائمة الـ30 لاعباً. والذي هو بالأصل قرار قديم.. فأي أدمغة تلك التي تصدر القرار ونقيضه خلال 48 ساعة.. وأي فكر يدفعهم الي هذا الارتباك والتخبط؟ وكيف يقبلون علي أنفسهم أن تكون نظرة الآخرين لهم. إنهم مجلس متخبط لا فكر له ولا استراتيجية عمل.. وهذه ليست السابقة الأولي فكان لهم واقعة مماثلة من الارتباك والتخبط في مسألة الاستبدال. التي رفضتها الجمعية العمومية ثم أقرها مجلس الادارة بشكل مفاجئ ودون احترام لجمعيته العمومية ثم تجمد الموضوع بأكمله فجأة.
وهذا التخبط تسبب أيضاً في الموقف الذي لا يحسد عليه مجلس ادارة اتحاد الكرة بأكمله في قضية نادي الزمالك الذي حصل علي حكم بإعادة مباراة المقاصة. وإلغاء قرار الاتحاد باعتبار المقاصة فائزاً مع تغريم الزمالك 200 ألف جنيه.. وأنا شخصياً ضد ادارة اللعبة في ساحات المحاكم أياً كانت مشاكلها ولكن واقع الأمر ان القضية ذهبت للمحكمة. والتي أصدرت حكمها المعروف بإعادة المباراة وإلغاء قرار فوز المقاصة وهزيمة الزمالك بالتالي.. وجاء هذا القرار من المحكمة ليحدث زلزالا قوياً داخل الجبلاية.. والسبب أيضاً الأداء الارتجالي داخل ادارة الاتحاد. والدليل علي ذلك أن هيئة المحكمة تعاملت مع الأوراق تحمل الحقيقة فكان قرارها الذي استند علي هذه الأوراق والتي - بقوة الحكم- تدين موقف اتحاد الكرة. وتبطل أوراقه وتصرفاته وقراراته.. وبمعني آخر فإن المحكمة أكدت ان موقف الزمالك من موعد مباراة المقاصة كان سليماً وان اتحاد الكرة تلاعب في تصريحاته وأوراقه التي مررها للإعلام ليثبت سلامة موقفه.. والمصيبة الأكبر الآن هي تضارب التصريحات داخل الاتحاد في أعقاب هذا الحكم. ما بين استسلام للأمر الواقع والتمهيد لإعادة المباراة خاصة ان نتيجتها لن تؤثر علي تحديد بطل الدوري وما بين رفض تام واتجاه لتصعيد الموقف للاتحاد الدولي في صورة شكوي ضد الزمالك لأنه لجأ للقضاء المدني في مشكلة كروية.. وفي الحالتين فنحن أمام موقف هزيل ومضحك. وأري ان المدير التنفيذي في اتحاد الكرة يجب ان يرحل فوراً ويترك موقعه لمدير آخر أكثر قدرة وكفاءة لأن مشاكله لا حصر لها.. كما أري ان أغلب أعضاء مجلس الادارة الحالي يحتاجون إلي دورة تدريبية في فن الادارة وفهم اللوائح الدولية والمحلية. لأن استمرار حالة العشوائية سوف يدمر الكرة المصرية المرتعشة أصلاً.